سألت شخصا صاحب تجربة وظيفية متوسطة عن توقعاته لهيئة مكافحة الفساد بعد إعلان إنشائها، فقال لاتفرط في التفاؤل لأنها ستتحرك في نسبة لاتتجاوز %10 من ملفات الفساد ولن تصل للنسبة الباقية، شعرت حينها بالإحباط وقلت الأيام بيننا، طبعا كسب هو الرهان واتضح إن ال%10 التي ذكرها مبالغ فيها. لم أكتشف محدودية قدرة الهيئة على القيام بعملها المنتظر منها بل اكتشفت ما هو أدهى وأمرّ وهو إمكانية أي شخص الوصول للثراء من خلال الفساد بسهولة تامة، ورغم أنني أملك مفاتيح هذه اللعبة الخبيثة فإنني لن أسربها لأحد. حكماء الهند يقولون (من أراد النجاح في هذا العالم فعليه أن يتغلب على أسس الفقر الستة: النوم، التراخي، الخوف، الغضب، الكسل، والمماطلة) هل تصدقون أن هوامير مرحلة الفساد وصلوا للثراء الفاحش في زمن قياسي واحتفظوا بمميزات النوم، التراخي، الخوف، الغضب، الكسل، والمماطلة وكأنهم يقولون لحكماء الهند قاعدتكم لمكافحة الفقر “خرطي”. من أقصر الطرق يستطيع أي شخص الوصول للثراء وهناك شروط مختلفة عن فلسفة حكماء الهند، أهم الشروط بيع الضمير على قارعة الطريق ثم بيع الدين بعرض من الدنيا يعني مال الله لله ومال قيصر لقيصر والشاطر يفهمها وهي طائرة، وأستطيع إلقاء محاضرة في مقر هيئة مكافحة الفساد عن فنون الفساد وطرق الثراء السريع في زمن قياسي، وأستطيع تقديم “روشته” لكل أسرة لكي توجه سؤالا لرب البيت عن ماله من أين اكتسبه وأين صرفه قبل أن تلتف الساق بالساق ويشعر بقرب الفراق.. يا هيئة الفساد: متى تطرحون سؤال “من أين لك هذا”؟