لم يعد يقبل جيل الإنترنت الانتظار لساعات في زحمة طريق أو لعبور جسر، فعصر السرعة الذي يتمتعون به جعلهم يبحثون عن حلول تبعدهم عن أماكن الزحام، وليس أسرع من موقع على الإنترنت أو تطبيق على الهواتف النقالة يساعدهم في التعرف على أماكن الزحام ويجنبهم مغبة الدخول في الاختناقات المرورية. الحلول التي نراها في الطرقات من شاشات لم تفعل بشكل ايجابي ليستطيع قائدو المركبات الاستفادة منها، ولا يفضلها جيل تعود على أن يحصل على مشترياته من كل بقاع العالم عبر الإنترنت، في حين لم تقدم إدارات المرور في المملكة ما يحقق الفائدة لهذا الجيل. وكانت الإذاعة لفترات سابقة جزءاً من نظام يساعد على توجيه قائدي المركبات بأماكن الاختناقات الإلكترونية، نظراً لسهولة الاستماع إليها في كل مركبة، إلا أن ثبات وقت البث لبرامج للحركة المرورية يقلل من تحقيق الفائدة المرجوة. ومن ضمن الحلول التي طرحت كان توجهاً من غوغل لتدعيم برنامج خرائطها بطبقة خاصة بالحركة المرورية تعرض أماكن الاختناقات المرورية في الطرق، وغوغل لم تستثمر في بلد واحد فقط، وإنما توجهت إلى الاستثمار بشكل عام، وكانت المملكة جزءاً من هذا الاستثمار، حيث أصبحت خرائطها جزءاً من التجربة اليومية في قيادة المركبات لدى شبابنا. ولكن هذا لم يكف جيل الشبكات الاجتماعية، فالمعلومة لم تعد محصورة في أطرها الضيقة، فكانت الشبكات الاجتماعية هي فرس الرهان، حيث استعمل بعض الشباب موقع تويتر في تزويد متابعيهم بمستوى الحركة المرورية في الطريق الذي يعبرون منه صباحاً إلى أعمالهم، وهذا ساهم في الحفاظ على الوقت وتجنب الدخول في مواقع الحوادث المرورية، إلا أن تشتت المعلومة بين الكثير من الحسابات على الشبكات الاجتماعية أوحت بأفكار للشباب ليبادروا في إنشاء شبكات اجتماعية خاصة برصد الحركة المرورية سواءً كانت للطرق بشكل عام أو لطريق معين، لذا نشأت أفكار مواقع وتطبيقات مثل (زحمة أو لا) و(زحمة) وغيرها من التطبيقات والمواقع. يقول محمد الفارس صاحب فكرة تطبيق (زحمة أو لا) نشأت لدي الفكرة من المعاناة من مشكلة ازدحام جسر الملك فهد الذي يربط بين دولة البحرين الشقيقة والمملكة، والرغبة في معرفة درجة ازدحام الجسر قبل السفر للبحرين، وحاولنا قبل سنتين التحدث مع مسؤولي الجسر لاستخدام الكاميرات وعرضها على الموقع، لكن الطلب قوبل بالرفض لأسباب أمنية، فلم تكن هناك طريقة مناسبة إلا استخدام حماس الناس وتوجيهه في إعلام بعضهم البعض عن حالة الازدحام على الجسر، خصوصاً أن استخدام الهواتف النقالة المستمر أصبح عادة لدى الجميع، بالإضافة إلى توفر الوصول للانترنت من أي مكان. أما عبدالرحمن الربيعة وهو مؤسس موقع زحمة قال "أخذني الغضب عندما كدت أن أقع في حادث سير بسبب الازدحام بعدها بدأت التفكير في ظاهرة الزحمة وكيف تجنبها وبحثت بمواقع عدة وأخذت منها المفيد، ووجدت أن الإنترنت تفتقر للمواقع العربية التي تخدم الحركة المرورية، لذا قمت بتصميم موقع زحمة مع صديقي مهند الجمعان حيث إننا نهدف إلى توجيه الموقع لكل من يقود السيارة في وطننا الحبيب". ويضيف الفارس لهذا تم عمل برنامجين للآيفون والأندرويد، يتيحا للمستفيد النهائي بسرعة وسهولة من إرسال حالة الجسر المرورية، وذلك في حالة كون المستفيد النهائي من التطبيق فعلاً على الجسر، حيث يتحقق التطبيق من موقع صاحب الهاتف النقال قبل تحديث المعلومة، ولا يسمح التطبيق بإرسال التحديث في حالة كون الموقع الجغرافي للمستفيد النهائي ليس على الجسر، وبهذا يضمن التطبيق دقة وصحة المعلومة التي يعرضها، وبالإضافة إلى ذلك يقوم التطبيق بمعالجة المدخلات المرسلة من المستخدمين في فترة زمنية معينة، ومن ثم حساب معدلها، مع الأخذ في الاعتبار، إزالة المدخلات المختلفة كلياً عن الحالة العامة للجسر في ذات الفترة الزمنية، وذلك لضمان الدقة بشكل أكبر، والتأكد من أنه لم تقيم الحالة المرورية على الجسر بشكل خاطىء. أما الربيعة فيقول "في البداية كنا نطمح أن نعمل مع المرور ونساعد في تسهيل رصد أماكن الزدحام أول بأول، ولكن لم نتمكن من ذلك، وقررنا أن تعرض خريطة الرياض عند أول زيارة للموقع عن طريق المتصفح، وحيث أن الموقع مصمم ليتوافق مع متصفحات الهواتف النقالة لذا فبالتأكيد إذا كانت خدمة تحديد المواقع تعمل سيتوجه تلقائياً إلى موقعك على الخريطة". وعن كيفية ظهور أماكن الازدحام في الموقع يوضح الربيعة أن الموقع يعتمد على خرائط غوغل، حيث يخصص اللون الأحمر للشوارع التي يوجد بها اختناقات مرورية، أما اللون الأخضر فهو للطرق السالكة ولا يوجد بها ازدحام لحظة زيارة الموقع. وعن مدى الإقبال على الموقع يوضح الربيعة أن الموقع يشهد زيارات جيدة في أوقات الذهاب للأعمال صباحاً أو العودة منها، وأيضاً في الفترة المسائية، وبقياس معدل زيارات الموقع نلحظ أن أغلب من يعاني من الاختناقات المرورية هم سكان الرياض، يليهم سكان جدة ومن ثم الدمام. أما الفارس فيوضح أن التطبيق يستقبل أكثر من 700 تحديث للحالة المرورية في الجسر خلال اليوم بمعدل حالة كل دقيقتين، وتبلغ عدد زيارات الموقع أكثر من 12000 مستفيد يومياً، بينما عدد المستفيدين بشكل يومي من التطبيق يصل إلى 19 ألف مستفيد، ومع هذا العدد الجيد قمنا بالاستفادة منه في تحليل الحركة المرورية خلال اليوم والأسبوع، ونشر رسمين بيانيين يوضحان ما هي أفضل ساعة خلال اليوم لعبور الجسر، وكيف كانت حركة السير فيه خلال الأسبوع الماضي. أرتال من السيارات بانتظار إشارة مرورية عند تقاطع طريق الحائر مع الدائري الجنوبي «تصوير بندر بخش» واجهة تطبيق زحمة أو لا