عندما تريد الذهاب إلى مكان ما في أي دولة عربية لابد أن تسأل سكان هذه المدينة عن موقع المكان، ويأتيك وصف المكان أو طريقة الوصول شفهية لتجد أن الأماكن بعد فترة تداخلت ونسيت الوصف لتعود وتسأل آخر عن المكان وهكذا حتى تصل، أو أن تتكبد عناء الذهاب إليه بصحبة سيارة أجرة، وعلى النقيض من ذلك عندما تسافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية أو أوروبا أول ما تتأكد من حمله معك هو أحد الهواتف النقالة الذكية، وأن يكون الهاتف مزودا ببرنامج للخرائط يدعم خاصية الملاحة، ولمن لا يعرف معنى الملاحة فمن الممكن تعريفها بأنها فن إيجاد موقع ما والذهاب إليه بأمان وبمساعدة الخرائط، ولكن إلى فترة قريبة لم تكن المنطقة العربية تحتوي على خرائط ورقية تساعدك في التوجه إلى مقصدك، فكيف بالخرائط الإلكترونية باستثناء مدينة دبي. عدم وجود خرائط سهلة الاستخدام في مدن العالم العربي ومحدثة باستمرار، وتحتوي الأماكن والمجمعات التجارية الجديرة بالزيارة جعلت من هذا المجال مطمعا لبعض الشركات لاستغلال هذا السوق، فبحثت عن الحلول وأنتجت الخرائط ولكن دون المأمول ولا تلبي احتياجات المواطن البسيط، وعلاوة على ذلك كانت الحلول الآلية مثل أجهزة تحديد المواقع مكلفة للغاية، إلى أن أتت الانترنت واستثمرت بعض المواقع العالمية في تصوير المدن عبر الأقمار الصناعية بطرقاتها ومبانيها ونشرها على الانترنت، فأصبح المواطن البسيط يلجأ لهذه المواقع لتحديد كيفية الوصول للجهة التي يريد. ولكن تبقى هذه الحلول بعيدة عن تبني مفهوم الملاحة والذي يعتمد على المساعدة بالتوجيهات الصوتية للوصول إلى الهدف بدون مقابل مالي وبسهولة بعيدة كل البعد عن آمال المواطن البسيط. وعندما قدمت غوغل خرائطها على الانترنت ساعدت الكثيرين على تحديد كيفية الوصول للموقع وبسهولة، ولكن غوغل قدمت مفهوم الملاحة وعبر الهواتف الذكية وبشكل مجاني في أمريكا وأوروبا، فأصبح من يمتلك هاتفا ذكيا يعمل بنظام اندرويد يستطيع استخدام هذه الميزة عن طريق تحديد الموقع الذي يريد الذهاب له على الخريطة في هاتفه النقال، ليقوم نظام الملاحة بعدها في الهاتف بالبحث عن أسهل طريق وإرشاد المستخدم صوتياً للوصول إلى الموقع المقصود. وأخيراً أعلنت غوغل عن تقديمها نظام الملاحة عبر تطبيقها "غوغل ماب" على أجهزة الهواتف النقالة والتي تعمل بنظام اندرويد في عدد من الدول العربية تأتي المملكة في مقدمتها ثم الإمارات والبحرين وقطر والكويت والأردن والجزائر ولبنان ومصر. وبهذا الحل أصبح المواطن البسيط ومن خلال هاتفه النقال وبشكل مجاني بالكامل، من تحديد الموقع الذي يريد الذهاب له والاستماع إلى صوت التوجيه لحين الوصول للهدف بدون تكبد عناء السؤال.