مواقع التواصل الاجتماعى هى شبكات الانترنت التى تعتبر نافذة على العالم يطل منها المشارك على كل ما يدور فى شتى بقاع الكرة الأرضية من أخبار وأحداث ،وهى جسر ذلل الحواجز واختصر المسافات للتلاقي والتعرف على الآخر وخرق الحدود بلا قيود. ولعل هناك العديد من هذه المواقع المعروفة ولكن حديثنا اليوم عن ظاهرة حديثة انتشرت فى الآونة الأخيرة مع ظهور الأجهزة الذكية، وأحدثت ثورة فى عالم الاتصالات مثل الآى فون،والآى باد، والبلاك بيرى ، والأندر ويد،وما شابه وهي whatsApp" ظاهرة" الواتس أب التى منحت المستخدم عدة ميزات منها التراسل الفوري، وإرسال الصور ، والرسائل الصوتية، ومقاطع الفيديو والوسائط مما أوجد قبولا لدى الكثير من المثقفين والفنانين باغتنام هذه الفرصة الجوهرية بإنشاء جماعات ثقافية فنية بهدف التبادل المعرفي والانتقال والانتشار ببث مباشر بين بعضهم البعض لا يعرف حدودا. فهل نجح الواتس أب فى خدمة ما تهدف إليه هذه الجماعات؟ وهل أضافت للمثقف وأخص منه الفنان التشكيلي والشاعر والأديب والإعلامى ما يخدم تخصصه ؟ طرح هذا المضمون كان مثيرا للجدل نظرا لما احتواه من آراء مختلفة تلخصت فى عدة إيجابيات وسلبيات من قبل عدد من أعضاء هذه المجموعات تلاقوا من دول مختلفة منها السعودية ، وقطر، و البحرين، والسودان، ومصر، وسوريا، وهم : الدكتورة والفنانة التشكيلية عبير كعكى " مساعد مدير مكتب التربية والتعليم بمكة المكرمة" الفنان على عزام من دولة قطر ،الفنانة والشاعرة سمية المطوع من دولة قطر ، الفنان حسين دقاس" مشرف تدريب تربوي" من السعودية ،الفنان أحمد حسين "عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية ،الفنان فيصل الخديدي " مشرف تربوي ومدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف" الفنانة والكاتبة رهيفة بصفر من السعودية ،الفنانة مروه معروف" دكتوراه طباعة – مصر، الفنان عبد الرحمن السليمي من السعودية ، الكاتب والإعلامى عماد درويش من السعودية ،الفنان محمد المجرشى من السعودية، الفنان خالد الشواف من السودان، الفنانة لميس حموي من سوريا الفنانة التشكيلية والكاتبة السعودية هناء الوديانى. أجمعت الآراء على عدة إيجابيات منها : أن "الواتس أب" مطلب ضروري أعطى فرصة لمستخدميه للتنقل والانتشار الإعلامى عبر الحدود مما حسَّن من إيقاع الحياة الثقافية والاجتماعية والمعرفية ومنه تشكلت جماعات تتقارب فى الآراء والتخصص مما أدى الى تبادل المنافع والمعلومات، هو أيضا إعلام شخصي وفردي يسمح لمستخدمه بإيصال رسالته الفورية لمن يريد ومتى يريد، سهل بيئة للأفراد والمجموعات يستطيع من خلالها ان يعرف العالم على عاداته وتقاليده ويتعرف عليها بدوره، سهل بالنص والصورة والصوت والفيديو نقل أي نشاط أو حدث لمدن مختلفة داخل حدود وطنه وخارجه. يمارس من خلاله النقد مما يولد أساليب ومفاهيم لها أهميتها. هو بوابة حقيقية للتواصل مع شتى أفراد المجتمع ، قد يحمل قيما بين مجموعة تتقارب فى الآراء والتخصص ينتشر من خلالها مشروع تنموي ثقافي . ومع ما ذكر من إيجابيات إلا أن التكيف الأمثل بالتعامل مع هذه الوسيلة الحديثة له سلبيات تلخصت فى آراء عدة منها: قد تنقل رسائل الواتس أب معلومات غير صحيحة لذا يفضل أن لا تستخدم وسيلة القص واللصق بين المجموعة الواحدة وأن يقتصر التواصل بين أفرادها على ما تهدف إليه المجموعة فى تواصلها من تبادل ثقافي إبداعي، انغماس المستخدم في الرسائل مما يعود على أفراد أسرته بالسلبية فهو في تواصل اجتماعي مع العالم عاق تواصله مع المقربين منه . قد يقلل من إنتاج الفرد إبداعيا أو مهنيا لكثرة متابعة الرسائل . الشطط فى موضوعات من قبل أفراد فى المجموعة الواحدة تبعد عن اتجاه المجموعة ثقافيا واجتماعيا. نستخلص مما سبق ذكره أننا من الممكن أن نتعامل مع هذه الظاهرة الاتصالية عن طريق إيجاد معايير ونسق وتنظيم يتيح لنا زيادة المجالات المعرفية فهى حتمية تكنولوجية قد نمتلك من خلالها التغيير للأفضل بالاستفادة من أراء الآخرين ، ولكى يحدث هذا التغيير لابد وأن يصاحبه تغيير فى العقليات والفكر بالتعامل مع هذه الظاهرة فى حدود ضبط السلوك الذاتي وكيفية التواصل مع الجماعات المختلفة من الناس ، فالتواصل الاجتماعي هو مجتمع افتراضي لا يقوم على الجبر أو الإلزام ولكنه مسؤولية اجتماعية تهدف الى خدمة الصالح العام وأصبحت الضرورة ملحة لهذه الجماعات الى أداة للتنظيم والقيادة كمصدر أساسي للاستمرارية والنجاح. من اعمال رهيفة بصفر من اعمال علي عزام من اعمال حسين الدقاش من اعمال هناء الودياني من اعمال حسن الملا