الحَيّة: الأفعى. إن غالبية أنواع الثعابين التي تعيش في الصحراء ذات لون رملي مندمج مع الوسط والبيئة الصحراوية, فضلاً عن أن بعضها مثل الأفعى المقرنة التي تعرف عند العامة بأم جنيب (الصورة) تستطيع دفن أجزاء من جسمها في الرمل للتموية والتخفي فيصعب اكتشافها, ولهذا قد تعتدي على الإنسان فتلدغه بشكل مفاجئ دون أن يشعر بحركتها مسبقاً. فإذا قيل إن (فلان حَيّة رمل) فهذا مثل لمن يستكين ويتظاهر بالهدوء فيبدو مسالماً بينما هو شرير يؤذي الآخرين دون أن يصاحب ذلك إثارة للجلبة والضوضاء. ومثل هذا المثل القول (فلان عقرب طين). بالمناسبة ثمة فوارق بين الحية والثعبان والأفعى والدَّاب, فالأخيرة كلمة عامية تطلق على الثعابين عموما, وقد يكون أصلها الفصيح من الدَّب وهو المشي الهين. والدَّابة في اللغة اسم يقع على المذكر والمؤنث لما دبّ من الحيوان, وقد غلب الاسم على ما يُركَب منها. أما الحَيَّة فقد قال علماء اللغة إنها من الهوام سواء ذكر أو أنثى, وردوا الأصل إلى الفعل حوى بمعنى جمع فسميت حية لتجمعها. وأعاد آخرون الأصل إلى الحياة نقيض الموت لادعاء باطل يزعم أن الحية لا تموت. وقيل إن الأصل جاء من النطق بكلمة (حية) استنادا على زعم جاهلي؛ حيث كان الناس يعتقدون أن التصريح باسم الثعبان بمثابة مناداة له فيتجنبون ذلك ويقولون (حية) حتى لا تهجم عليهم. أما كلمة ثعبان فأصلها من الثعب بمعنى امتداد الشيء وانبساطه. أما معنى الأفعى لغويا فهي الحية الخبيثة, بينما اصطلح المتخصصون في الزواحف على أن الأفاعي أنواع سامّة يميزها رأس مثلث الشكل وذنب قصير وجسم سميك.