ضمن النشاط العلمي والثقافي الذي تنظمه جامعة حائل بالتزامن مع انطلاق فعاليات المهرجان السياحي الأول لتراث الصحراء شهد المعرض المصاحب للفعاليات تواجد أعداد كبيرة من الزوار لمشاهدة معرض الكائنات الحية الصحراوية والاستماع لشرح مفصل من القائمين على المعرض عن هذه الكائنات وكيفية التعرف عليها والتعامل معها في البيئة الصحراوية وأهمية المحافظة على الحياة الفطرية في الصحراء. وأوضح الدكتور أحمد مهجع الشمري أن المعرض المصاحب في البرنامج العلمي والثقافي والذي تشرف عليه جامعة حائل يهدف إلى نشر الوعي البيئي بالكائنات الحية الموجودة في البيئة الصحراوية وخصوصا تلك التي ارتبط الخوف بذكرها أو مشاهدتها أو سرد القصص من التراث الشعبي في المملكة عامة ومنطقة حائل خاصة كالثعابين والعقارب. الأمر الذي دعانا لعرض عينات من الكائنات الصحراوية من البيئة الحائلية والسعودية والتي يشاهدها مرتادو الصحراء في رحلاتهم. حيث يوفر المعرض عينات حية في صناديق محكمة الاغلاق وتسمح للزوار بالمشاهدة عن قرب ومتابعة حركتها وسماع الإجابة لتساؤلاتهم أمام العينات مباشرة. وبين الدكتور أحمد الشمري أن الثعابين عالم غريب من حيث الأنواع والأساطير والقصص التي تروى حيال هذا الموضوع فالكثير يتساءل عن وجود الكوبرا العربية ويؤكد على ذلك في حائل ولكن من الناحية العلمية فإن هذا النوع غير موجود في البيئة الحائلية إضافة إلى أن النوع الموجود هو ثعبان أبو العيون وهو غير سام ومن فصيلة أخرى إلا أنه يحاكي في سلوكه الدفاعي سلوك الكوبرا العربية برفعه لمقدمة الجسم وفرد الأضلاع في الجزء الأمامي من جسمه بشكل مستعرض كالكوبرا ويتميز هذا النوع بوجود لطخ (بقع) سوداء قريبة من منطقة العين على جانبي الرأس. إضافة لذلك فإن المعرض يحتوي على عينات من الصل الأسود وهو من الثعابين الخطيرة والتي يؤثر سُمها على الجهاز العصبي وهي توجد بكثرة في جحور الضبان ولذلك يجب الحذر من إدخال الأيادي في جحور الضبان لاحتمالية العض من الصل أو من العقرب السوداء التي تتواجد هي الأخرى في جحور الضبان، والصل مميز بلونه الأسود اللامع وهو يمتلك أنيابا أمامية ثابتة أقصر من تلك الموجود في فصيلة الأفاعي كأم جنيب أو المقرنة كما يسميها البعض والأفعى النوامة والأفاعي المنشارية سواء الأفعى المنشارية الملونة أو أفعى الأهرام المنشارية. كما أشار الدكتور الشمري إلى أن الصل الأسود يشترك مع الثعبان الأسود الخبيث باللون الأسود الخالص ولكن يمكن التفريق بينهما من حيث الحجم والرأس فالثعبان الخبيث أقصر وأقل سماكة من الصل الأسود إضافة لوجود الفم في الناحية البطنية من منطقة الرأس، ورداً على سؤال الزوار بتسميته بالخبيث أفاد الدكتور بأن هذا الثعبان يحتوي على أنياب متحركة في الاتجاهات وإمكانية العض والفم مغلق مما يجعل إمساكه باليد يمثل خطورة للشخص إضافة إلى ذلك فإن ذيل هذا النوع فيه شوكة توهم من يحاول مسكه من منطقة الرأس بأنه قد أمسكه من منطقة الذيل حيث أن رأسه صغير الأمر الذي قد يولد الارتباك ومحاولة فكه وبالتالي التعرض لعضة هذا النوع الخطرة جداً لأن سمه يؤثر على الجهازين العصبي والدموي في الجسم، كل هذا الأسباب أدت إلى تسميته بالخبيث وهو من النوع الذي يدفن نفسه في الرمال المفككة. أما الأنواع الأخرى نصف السامة كالأرقم الصحراوي أو الزراعي وأبو السيور فإنها تستخدم أسلوب الالتفاف حول الفريسة مع العض ليحدث التكامل بين تأثير السم الضعيف وعدم هروب الفريسة حيث أن الُسم لا يشل حركة الفريسة كما هو الحال في فصائل الأفاعي والصلال والأبتر. وقد ذكر الدكتور أحمد أن الجامعة حرصت على توفير عينات غير سامة من الثعابين كالدفان والبسباس وبعض الأنواع الأخرى الزاحفة من البيئة الصحراوية كالعضاءات والسحالي والأبراص. وفيما يخص العقارب عرضت بعض العينات من البيئة المحلية كالعقرب الأسود. ويصاحب النشاط العلمي والثقافي للجامعة عرض حي لعملية استحلاب سموم الثعابين يومياً. وفي الختام أوضح الدكتور الشمري أن توجيهات معالي مدير الجامعة الدكتور أحمد محمد السيف ومتابعته المباشرة كانت دافعاً لبذل المزيد من الجهد لتحقيق أهداف الجامعة مع المجتمع وتعزيز قنوات التواصل بينها وبين المؤسسات التعليمية والحكومية وتنمية الوعي البيئي بين أفراد المجتمع.