قال وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بلال البدور: إن علاقة الإعلام والثقافية علاقة حميمة وطردية في آن واحد، حيث تشكل الثقافة المادة الأساسية للإعلام كمنتج رئيسي، إذ برز الكثير من الكتاب والأدباء والمثقفين من خلال الصحافة، أما اليوم فقد تغيرت رسالة ودور الإعلام ليساهم في بناء المعرفة والاقتصاد، حيث أصبح الإعلام أكثر انشغالاً في اهتمامات أخرى بعيدة عن الثقافة، إلا أن الثقافة بدورها لم تتمكن من إنتاج مادة تجذب الإعلام لمتابعتها، ليس فقط لوصف تطورها وإنما ليكون جزءا ومحركا لها بدلا أن يكتفي بنقل الأخبار. كما أكد البدور أن المؤسسة الثقافية لم تقدم الأجيال الجديدة، فتكررت الكثير من الأسماء إلى درجة النعي، مردفا قوله: عندما ننظر إلى جهد الشباب ولا نعطيه نصيبه من الإبراز وأظل أتحدث عن المشاريع القديمة، فمتى سنعطي الشباب حقهم؟! مختتما حديثه بأنه لا يرى أن الثقافة يجب أن تكون نخبوية، وعلى المثقف والإعلامي أن يقدم الثقافة التي تتناسب مع الجميع وعلى مختلف مستوياتها، مؤكدا على أن دور الوزارة هو الاعتناء بالمنتج الثقافي الإماراتي، الذي يرى البدور بأنه ربما لم يتمكن الإعلام من تقديم الوزارة ومشاريعها بالشكل المناسب.. جاء ذلك خلال جلسة رمضانية حوارية لنادي دبي للصحافة مساء أمس الأول بعنوان"إعلام الإمارات هل يواكب القفزة الثقافية؟" بمشاركة كتاب ومسؤوليين وممثلين عن وسائل الإعلام، التي أدارها الكاتب في صحيفة الاتحاد سعيد حمدان. أما مستشار هيئة الثقافة والفنون بدبي د.صلاح القاسم فتحدث مجيبا على تساؤل حول ما إذا تمكن الإعلام من نقل المشهد الثقافي، قائلا: إنها مسؤولية مشتركة بين القائمين على الإعلام والثقافة، ولكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الإعلام، في ظل عدم نجاح القائمين على قطاع الثقافة في إتقان لغة التسويق لإبراز المبادرات والمشاريع الجديدة، ربما لم يكن للجيل السابق فرصة كما هي متاحة للجيل الجديد في ظل ثورة التواصل ومخرجاته.. مختتما حديثه بأن هناك غياباً لمفهوم الشراكة بين الوسائل الإعلامية والثقافية بما يتناسب مع استراتيجية الدولة، وهناك ضعف في التواصل مع وجود هوة بحاجة إلى ردمها بجهود من الطرفين. من ناحيته تحدث الكاتب جمال الشحي عن علاقة الإعلام بالثقافة كعلاقة الشواطئ بالأمواج، مردفا قوله: إذا اتفقنا ضمنا أحد أركان التنمية، الثقافة هي أحد أركان التنمية، فهذا يضعها جزءا من أساس التنمية العامة، وإذا لم ننتبه لذلك فنحن في مشكلة، فكما انتبهت لها المؤسسات الدولية كمحرك رئيس للتنمية، يجب علينا أن ننتبه لها ونواكبها. وأعتقد أن الثقافة الشهيد الأول وصاحب الحظ الأقل في تغطيات واهتمامات وسائل الإعلام. كما أجاب الإعلامي علي آل سلوم، على سؤال مدير الجلسة حول كيفية تجاوب الثقافات الأخرى في محاولاتك الناجحة لنقل ثقافة الآخر، مؤكدا أنه لمس ألماً يتمثل في عدم معرفة الثقافات الأخرى بثقافتنا، مشيرا إلى أنه بدأ في محاولة بسيطة في عام 2007 مع موقع ويكيبيديا التي بدأها بتعريف الناس بمعنى ألوان علم الإمارات. أما رئيس القسم الثقافي بجريدة الخليج يوسف أبولوز، فوصف الإعلام والثقافة بثنائية مهمة، لكون الإعلام صورة البلد ولكن الثقافة جوهر الشعب والبلد، مضيفا أن الإعلام يحمل الثقافة والثقافة تحتضن الإبداع، محذرا من التقليل من شأن الإعلام ودوره، مستعرضا خلال مشاركته جهود بعض الفضائيات والمجلات التي ركزت على خدمةالثقافة، مختتما مشاركته عن المادة الموجودة في الصفحة الثقافية في الإمارات بأنها مادة خبرية ولا يوجد نص أدبي نظراً لازدحام الإمارات بالفعاليات الثقافية.