مع كل أزمة تمر بها أنديتنا تتكرس حقيقة أن الجمعيات العمومية فيها لا تعدو مجرد اسم مفرغ من المضمون، رغم الآليات التي تتبعها الرئاسة العامة لرعاية الشباب في سبيل تفعيل دورها، سواء في الجمعيات العمومية غير العادية لانتخاب رئيس وأعضاء لمجلس الإدارة، أو في الجمعيات العادية التي تعرض فيها تقارير النادي السنوية المتعلقة بالجوانب المالية وكذلك التقارير ذات العلاقة بأنشطة النادي المختلفة. تبرز هذه الحقيقة المؤلمة أكثر في الأندية الموسومة بالكبيرة، التي يفترض أنها النموذج الذي يحتذى به؛ خصوصاً وهي تملك كل مقومات تفعيل الجمعيات من قاعدة جماهيرية عريضة، وقدرات مالية ضخمة، وأنشطة متنوعة، بيد أن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فواقع هذه الأندية يكشف أن ما يدار داخلها لا علاقة له بأي آلية من آليات الجمعيات العمومية، وهو ما ينحسب على كل تلك الأندية. في نادي الاتحاد مثلاً أثبتت كل الجمعيات العمومية التي أقيمت في السنوات الأخيرة أنها ليست أكثر من خدعة كبرى يساق إليها الإعلام والجمهور بشكل سنوي لتنصيب هذا الرئيس أو ذاك، وإلا فهل يعقل أن نادي الاتحاد بتاريخه وجماهيريته يتحكم في تنصيب الرجل الأول فيه مجموعة مشجعين لا يتجاوز عددهم ال 80 عضواً، وأن دورهم ينتهي بمجرد رمي ورقة التصويت في صناديق الاقتراع، حيث لا أثر لهم في كل أزمات النادي الإدارية والفنية والمالية على كل تعقيداتها. في نادي النصر لا يكاد الأمر يختلف كثيراً، فالأمير فيصل بن تركي وصل لكرسي الرئاسة بالتزكية من عدد من شرفيي النادي في جمعية بدت صورية أكثر من كونها جمعية فعلية، وبمجرد جلوسه على الكرسي "الأصفر" بدأت الخلافات ومن ثم المطالبات برحيله شرفياً وإعلامياً وجماهيرياً بكافة الأشكال إلى حد وصولها إلى التجمهر أمام بوابات النادي، في وقت لم يتردد في إعلان تحديه لهم غير مرة، وها هو يمضي في العام الأخير من ولايته الرئاسية دون أن يستطيع أحد أن يزحزحه من على كرسيه وكأن لا جمعية عمومية في النادي. في الأهلي تبدو الأمور في الظاهر مثالية على الصعد كافة إلا على مستوى الجمعية العمومية التي من خلالها يتم اختيار مجالس إدارات النادي؛ إذ يبرز المكتب التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف كمتصرف في هذا الشأن وفي غيره، حتى مع تمرير الأمر على كافة أعضاء الهيئة، وهو ما يمعن في تغييب أعضاء الجمعية العمومية الذين لا أثر لهم في النادي، وهو ما حدا بعضو شرف النادي السابق علي الناقور بوصف الانتخابات التي تجرى بلعب العيال وأنها مهزلة انتخابية. الهلال لا يختلف كثيراً عن الأهلي؛ إذ لا أثر للجمعية العمومية فيه، ويبدو النادي وكأنه شركة مساهمة مغفلة، ومن يتابع طريقة تنصيب الرؤساء فيه يدرك ذلك، وآخرهم الأمير عبدالرحمن بن مساعد فطريقة تنصيبه رئيساً قبل نحو خمسة أعوام حينما تنافس مع الأمير بندر بن محمد، وكذلك حينما ترشح في العام الماضي لفترة رئاسية ثانية تثبت أن جمعيته العمومية لا علاقة لها بمنصوص لائحة الجمعيات العمومية الصادرة عن رعاية الشباب، وحاله في ذلك كحال بقية الأندية التي تدار عبر جمعيات عمومية لا تعدو مجرد حبر على ورق!