نفى وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو امس أن تكون إسرائيل استخدمت قاعدة تركية لشن غارة جوية على مستودعات صواريخ بمدينة اللاذقية الساحلية السورية مؤخراً. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن داوود أوغلو قوله في مقابلة مع شبكة "ان تي في" إن المعلومات عن غارة جوية إسرائيلية نفذت ضد سوريا من قاعدة تركية "عارية عن الصحة تماما، ومن يصدق هذا الخبر ويقوم بنشره فإنه موهوم". وأضاف أن تركيا لن تشارك إسرائيل في أي عملية عسكرية. وكانت قناة "روسيا اليوم" الروسية نقلت امس عن مصدر وصفته بالخاص أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مؤخرا مستودعات صواريخ بمدينة اللاذقية الساحلية السورية نفّذت من قاعدة تركية. وكان مسؤولون أميركيون قالوا يوم الجمعة الماضي إن الانفجار الغامض الذي وقع في مدينة اللاذقية الساحلية في الخامس من يوليو/تموز هو نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت مرابض صواريخ متطورة مضادة للسفن. ووجه مسؤولون إسرائيليون انتقادات شديدة ضد جهات في وزارة الدفاع الأميركية بعد تسريبها معلومات عن أن الجيش الإسرائيلي قصف مستودع صواريخ "ياخونت" الروسية في مدينة اللاذقية، وقال المسؤولون الإسرائيليون إن من شأن هذه التسريبات أن تقوض الاستقرار في المنطقة. يشار الى ان إسرائيل سبق ونفذت غارات في الأشهر الماضية في سوريا لمنع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني. على صعيد ذي صلة كشف الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" امس عن أن معارضة إسرائيل لتسليح الدول الغربية للثوار الذين يحاربون ضد النظام في سوريا قد تراجعت في الأسابيع الأخيرة. وقالت الصحيفة إن تراجع معارضة إسرائيل لتسليح المتمردين نابع من تخوفها من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى مزيد من الانتصارات التي حققها مقاتلو حزب الله ومليشيات أخرى مدعومة من إيران وتحارب إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل حذرت، حتى الفترة الأخيرة، من احتمال أن تصل أسلحة تزود للمتمردين، وخاصة أنواع أسلحة حديثة، إلى ايدي تنظيمات جهادية تحارب في سوريا ومقربة من تنظيم القاعدة وأن هذه الأسلحة قد توجه في المستقبل ضد إسرائيل. وقد أبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية وحكومتي بريطانيا وفرنسا بتحذيراتها بهذا الخصوص، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرح مخاوف إسرائيل في هذا السياق خلال لقائه مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في لندن قبل شهرين ونصف الشهر. وقالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية قررت قبل شهرين تزويد المتمردين بالسلاح، بينما قرر الاتحاد الأوروبي عدم تمديد الحظر على تزويد السلاح للمتمردين في سوريا، وفي موازاة ذلك تراجعت إسرائيل عن معارضتها، خاصة بسبب التدخل المتزايد والعلني لحزب الله وجهات أخرى من العراق في الحرب الأهلية في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن التقديرات في إسرائيل تفيد بأن الحرب الأهلية في سوريا ما زالت بعيدة عن نهايتها وأن كلا طرفي النزاع لا يتقدم نحو الحسم. وقالت الصحيفة إن الاستنتاج الذي توصلت إليه إسرائيل هو أن الأسد، الذي اعتبر في الماضي أنه عامل استقرار واهتم بأن يسود الهدوء عند الحدود مع إسرائيل، غيّر موقفه وقد يشجع شن تنظيمات مسلحة هجمات ضد أهداف إسرائيلية في هضبة الجولان، لكن ليس متوقعا أن تشارك قوات من الجيش السوري في هجمات كهذه في المرحلة الحالية. وأضافت الصحيفة أنه خلال لقاءات عقدها مسؤولون إسرائيليون مع نظرائهم الغربيين تم التعبير عن توجه مؤيد لنوايا غربية بشأن تزويد المتمردين في سوريا بالسلاح. رغم ذلك، وفقا للصحيفة، استمر المندوبون الإسرائيليون بالتحذير من تزويد المتمردين بأسلحة متطورة وخاصة صواريخ مضادة للطائرات تطلق عن الكتف.