أرباح المصارف السعودية ارتفعت مع نهاية الربع الثاني والنصف الأول لهذا العام وتجاوزت 15 مليار ريال، وبنمو يقارب 3%، ماذا يعني كل ذلك؟ هي مرآة للوضع الاقتصادي ببلادنا من حيث النمو. وهذا يفسر كثيرا ما يحدث في النشاط الاقتصادي، ولكن حتى الان غير كاف من وجهة نظري، فالبنوك لا زالت تتحفظ كثيرا في الإقراض السكني، ورغم أن حجم السيولة وصل وفق الاحصاء إلى 1,100 تريليون ريال، إلا أن القروض السكنية لم تتجاوز 100 ألف قرض او أكثر بقليل. وهذا لا يمثل شيئا يذكر مقارنة بالحاجة وحجم الطلب بالسوق السكني الذي تنتظره قوائم بالملايين، فالقطاع البنكي لا "يجازف" كثيرا في هذا القطاع، ولا أعني كلمة "مجازفة" بمعنى مخاطرة، بل بالابتكار، والدخول في هذا القطاع، فهو محجم عنه بصورة تستغرب أن تتم بهذه الطريقة، ولعل الأبرز والسبب الرئيس هو "الابتكار" في المنتج والتمويل السكني، فالبنوك تمارس تقليدية معروفة، وهي قرض مقابل ضمان فقط، نقد بنقد. وهذا لا يشكل حلا حقيقيا وفعالا، وهذا ما يعني استمرار فقدان فرص ربح للبنوك وبقاء سيولة مكلفة عليها، وايضا ضعف التنمية والنمو الاقتصادي بوتيرة أعلى من الحالية. البنوك تربح الان بطريقة "تقليدية" لا ابتكار بها، وضربنا مثالا بالقرض السكني والاسكان، فالفرص برأيي متاحة كثيرا للبنوك بدخول عالم آخر، وبضمانات أفضل أيضا لا يعني خوفا وبعثرة للمال والودائع التي لديها. خاصة أن السوق محتاج لذلك وبطلب لا يتوقف. وربح البنوك الان بهذه الطريقة الجيدة كنمو وأرقام لا تكفي وغير مقنعة حتى، في اقتصاد نام ومحتاج، بل الفرص اكبر وأعلى مما هو متاح. وقد يطالب البعض بدور للبنوك اجتماعيا، وأنا هنااشدد على أن يكون هناك دور فعال اكبر للبنوك اجتماعيا بتبرعات أو بناء أو دعم بقيم توازي وتستحق، وليس لمجرد تحسين وتلميع صورة البنوك، بل العكس كلما ساهمت كان هناك حب وولاء للعملاء للبنك، وأيضا جذب لهذا البنك الذي يساهم اجتماعيا، وادرك أن البنوك لها مساهمون ينتظرون ارباحا، وهذا لن يكون عبئا على البنك، فكم قرضا أعدم لديها؟ مئات الملايين والنشاط الاجتماعي والدعم لن يصرف عليه ربع المخصصات المالية من البنوك، وهذا يعزز اهمية دورها بأن تساهم اجتماعيا فهي ستكسب من عدة أطراف واتجاهات. البنوك بدورها الحالي التقليدي تحتاج الكثير من تنمية أرباحها بالابتكار، وأيضا المساهمة الاجتماعية بنسب أعلى وأكبر، وتنمية حقوق المساهمين معها، كل ذلك هو عمل البنك، وإلا ما هو دوره؟ ولماذا تصرف هذه الرواتب الضخمة بدون كل ذلك؟