يبرهن الدكتور مصطفى صفوان في أطروحته "الكلام أو الموت" للقارئ أهمية نظرية المعنى والقصد ويحلل تناقضاتها وحدودها معتمداً في ذلك على ما يسمى بالتحليل النفسي الذي يتعارض مع اللغة والمنطق واللسانيات، حيث يكمن المعنى الحقيقي في اللاوعي وليس في النص أو الكلام الشفهي وإنما ما يختبئ خلف ذلك كله. إن المعنى الذي أشغل الفلاسفة والعلماء كامنٌ في ذات الإنسان نفسه والجزء اللاواعي منه وليس كما يظن المشتغلون في اللسانيات أو في علم التأويل لأن المعنى رهين تجمع الذكريات والتي تتشكل على شكل موضوعات تسكن في مجموعة من الرزم والتي تشكل بُعداً مهماً في تشكيل المرض الذي يعاني منه المريض ومواقفنا تجاه ما نخاف منه وما نحبه وهذا ما يؤكده أيضاً فرويد في دراسته التي أجراها على مرضى الهستيريا والذي قام بها عام 1894 . كما تطرق المؤلف أيضاً إلى النظام الأخلاقي وسلطته على اللاوعي وممارسته التي لا تنطلق من افتراض صحتها أو عدم ذلك وإنما من خلال فرض نفسها علينا باعتبارها سابقة لوجدنا وهو ما قد أشار إليه كانط تحت اسم"القبليات والبديهيات" حيث يذكر المؤلف أنه ليس من الملائم التساؤل حول كيف وجد هذا النظام الأخلاقي سواء كان من خلال العادة كما هو الحال في القانون العرفي أو من خلال التعاليم الدينية، وإنما علينا أن نتساءل عن كيفية تأثيره علينا من خلال استخدام التحليل "اللاكاني".