تظاهر سكان في حي بستان القصر الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب بشمال سوريا، مطالبين بفك الحصار عن الاحياء التي يسيطر عليها النظام والذي يتسبب بأزمة انسانية حادة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. وقال المرصد إن "سكاناً في حي بستان القصر (جنوب) خرجوا في تظاهرة لمطالبة الكتائب المقاتلة بفتح معبر كراج الحجز" الذي يؤدي الى حي المشارقة الواقع تحت سيطرة قوات نظام الرئيس بشار الاسد. وطالب المتظاهرون "بالسماح بإدخال المواد الغذائية الى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات النظامية والتي تعاني من أزمة غذائية حادة". وعرض المرصد على موقع "يوتيوب" شريط فيديو يظهر العشرات من الشبان وهم يهتفون "الشعب يريد فك الحصار". وبعد قليل، يتقدم باتجاه المحتجين أربعة اشخاص يعتقد انهم مقاتلون معارضون يرتدون قمصانا قطنية سوداء اللون ويحمل احدهم مسدسا، في ما بدا انها محاولة لتفريقهم. وكان المرصد افاد عن أزمة غذائية حادة في الاحياء التي يسيطر عليها النظام في حلب، مشيرا الى ان هذا الاخير "يواجه صعوبة في ايصال الامدادات الى المدينة" عبر طريق السلمية المقطوعة في حماة (وسط)، كما ان الطريق الدولي بين حلب واللاذقية (غرب) قطعت منذ ايام بعد تفجير المعارضين جسرا عليها، في حين يبقى مطار حلب الدولي مغلقا جراء حصار المعارضين. وبث المرصد شريطا ثانيا يظهر فيه شيخ من "الهيئة الشرعية" التي شكلتها كتائب اسلامية مقاتلة في حلب لإدارة شؤون السكان، وهو يحاول اقناع العناصر المسؤولين عن الحاجز بالسماح بعبور الناس. ويتبادل الشيخ الذي يحمل رشاشا، الحديث مع امرأة منقبة تقول انها أم لأربعة اولاد احدهم مريض، وتشكو من عدم قدرتها على العودة الى حي الاشرفية الواقع تحت سيطرة النظام، بعد ابتياعها خضارا وفاكهة من بستان القصر. وقالت المرأة للشيخ "لا يوجد لدينا شيء. اولادنا يموتون من الجوع. ابني مريض، يريد دواء وغذاء". ثم يتجمع عدد اكبر من الاشخاص، بينهم مقاتلون مسؤولون عن الحاجز. ويتوجه الشيخ للمقاتل بغضب "ما ذنب هذه المرأة؟ تريد فقط كيلوين من البندورة والبطاطا وربطة من الخبز لتعيش هي واولادها! اذا قطعت المؤونة عن النظام، عن المنطقة هناك، على من تؤثر؟ انت تؤثر على البسطاء، على عامة الناس". وتابع "هذه ليست ثورة، هذا ظلم. نحنا قمنا ضد الظلم".