بما أن شهر رمضان المبارك موسم المبادرة في أفعال الخير وتقديم الصدقات ..وميقات العبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى فإنه فرصة عظيمة لتربية النفس وتزكيتها وتزويدها بكل الطاقات الروحية والمعاني الوجدانية الجميلة التي تجعل منها كياناً يسمو بصاحبه ويمنعه من النواهي والمحرمات ويرتفع به إلى مستوى المؤمنين المقربين من عبادة المخلصين الذين وعدهم المولى عز وجل بالفلاح والدرجات العلا لأنهم امتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه .. ولعل من بين حكم الصيام الجليلة والفوائد العظيمة أنه شهر يشعر الميسورين بحال الفقراء والمحتاجين أثناء الصيام والجوع والعطش والامتناع عن الطعام أثناء النهار لكي يتذكر حال الفقراء فيجود عليهم بالصدقة والإحسان . ومن الحكم أيضا هي الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل كمية الأكل مما ينتج عنها من إراحة الجهاز الهضمي والتخلص من المواد الضارة بالجسم إلى جانب أن الصيام يعوّد الإنسان على الصبر والتحمل والجلد نتيجة ترك مألوفاته ومفارقة شهواته عن طواعية واختيار ولكن ما نراه مع شديد الأسف من تنافس حاد في البذخ والإسراف في الموائد والتفنن في إعداد الاطباق والاكلات التي اصابة البعض بالتخمة وترهل "الكروش" وتضاعف الامراض. فمن هنا يجب ان نتدارك أنفسنا وان نسخر اوقاتنا وطاقاتنا للمنافسة في استثمار هذا الشهر الفضيل وما به من فرص عديدة وغنائم كبيرة ودرجات رفيعة ننالها للدار الاخرة! وقفة مع قصة مؤثرة: قيل إن رجلا جلس يوما يأكل هو وزوجته دجاجة واذا بسائل يطرق الباب فخرج الزوج اليه ونهره ودارت الايام ومرت ظروف عصيبة بالرجل وزالت نعمته وطلق زوجته وتزوجت برجل آخر وذات مرة وبينما الزوجة تأكل مع زوجها الجديد واذا بسائل يقرع الباب فقال لزوجته ادفعي اليه هذه الدجاجة فذهبت وعندما نظرت من ثقب الباب فاذا هو زوجها الأول فدفعت إلية الدجاجة ثم رجعت وهي باكية فسألها زوجها واخبرته بقصة ذلك السائل الذي نهره زوجها الاول فقال لها والله أنا ذلك السائل .! تذكر : عند رحيلك إلى الدار الآخرة .. يبقى خيرك الذي انفقته حيا لا يموت. للحديث صله بإذن الله..