لقد فرض الله عزوجل على عباده فرائض وعبادات ولكل فريضة حكمة وهدف ومن هذه فريضة الصيام فهو احد أركان الاسلام الخمسة قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). ولقد اثبت التقدم العلمي في العصر الحديث ما للصيام من فوائد شاملة لكافة النواحي الروحية والجسدية فهو دعوة روحية ليحس الغني بإحساس الفقير اذا جاع فيشمله ببره، وكان خصوم الاسلام كثيرا ما يتساءلون لماذا يصوم الفقير ولماذا يصوم الغني الذي يتصدق ويخرج للفقير حقه المقرر من الزكاة وقد غاب عنهم ان للصيام فوائد عظيمة ازدادت وضوحا بعد توسع العلم وتقدم العلوم الطبية فإذا بالصيام وصيام شهر في السنة هو ما نصح به الطب الحديث فيستعمل في حالات طبية كثيرة ووقائية في حالات أكثر، ففي حالة اضطراب الامعاء المزمن والمصحوبة بتخم، يطلب الطبيب من مريضه الصيام، ويفيد ايضا في حالة زيادة الوزن وفي البول السكري والتهاب الكلى الحاد وأمراض القلب وصيام شهر في السنة يعتبر وقاية من كل هذه الأمراض. والصيام يربي المجتمع الاسلامي على اساس من التواد والتراحم والتعاطف بكثرة الصدقة فيه نتيجة الاحساس بالجوع كما يخلق في الانسان الصبر. الصبر تعود، ومن تعوده قادرا استطاعه دائما، وليس اصبر من الانسان الجائع، يرى الطعام فلا يقربه، ويستبد به العطش في يوم قائظ ثم يدع الماء. وعلى الذين يريدون الرشاقة والبحث هنا وهناك عن وسائل تعيد او تحفظ للجسم رشاقته وصحته فالصيام يقدم لنا اسلوبا امثل في الحفاظ على اجسامنا صحيحة قوية بعيدة عن الترهل والسمنة فيصفي الجسم من شوائبه ويعيد له توازنه بعد فترة عاشها الجسم غارقا بين صنوف الطعام يغرف من هذا ومن ذاك دون حساب. وقد ثبت ان النشاط العقلي والجسدي يزداد بجوع الإنسان وان انتاج الفرد في صومه افضل من انتاجه وهو ممتلئ البطن وذلك بسبب ما يصيبه من خمول وكسل بسبب التخمة والامتلاء. وقد قيل (البطنة تذهب الفطنة). هذه علاوة على ما في الصوم من رياضة روحية يتقرب بها العبد من ربه مما يجعل الانسان يحجم عن الخطأ ويكف جوارحه عن الآثام. وصدق الله الذي اظهر فضل الصوم إذ يقول ( وأن تصوموا خير لكم أن كنتم تعلمون) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (صوموا تصحوا). مساعد عويض الطائفي-جدة