توجه مواطنون بحرينيون مع قدوم شهر رمضان المبارك إلى الأسواق التجارية في المنطقة الشرقية لتبضع المواد الغذائية الخاصة بالشهر الفضيل، حيث إن قرابة مليون مسافر من الجانبين السعودي والبحريني يعبرون جسر الملك فهد بهدف التواصل الإجتماعي والترفيهي والتسوق. والمتتبع لحركة التجارة البينية بين المملكة والبحرين يلاحظ ارتفاع انتعاش الأسواق في البلدين وقت المناسبات، حيث انتعشت المحلات التجارية بالمنطقة الشرقية خاصة المواد الغذائية وأصبح السوق المحلي يعج بعدد من المواطنين البحرينيين وعائلاتهم. وقال الخبير الاقتصادي البحريني والرئيس التنفيذي لشركة جفكون لتحسين الإنتاجية د. أكبر جعفري أن تهافت البحرينيون لشراء مستلزمات شهر رمضان من السوق السعودي يغلب عليها الطابع الاحتفالي أكثر من علاقتها بانخفاض أسعار المواد الغذائية، معللا ذلك بأن البحرين تعتبر نموذجا من أفضل النماذج في العالم لضبط سوق المواد الغذائية حيث تدعم الحكومة ثلاث سلع رئيسية وهي الدقيق واللحوم والدجاج لكي تبقى أسعارها عند سقف سعري محدود، كما يتميز السوق بالانفتاح في عرض مجموعة كبيرة من أصناف وأنواع السلع الغذائية بشكل كبير مما يسهم في انخفاض أسعارها وتقديم خيارات أوسع للمستهلكين في التفاضل بين السلع الموجودة. وأكد جعفري أن وزارة الصناعة والتجارة في البحرين تقوم بمجهود طيب في عملية مراقبة أسعار المواد الغذائية عبر جهاز حماية المستهلك ومعاينات ميدانية للأسواق مما جعلها تتبوأ مكانة راقية على مستوى ليس الخليج فقط بل العالم. واستدرك جعفري بأنه في أي منظومة لا بد من تواجد عدد محدود من السلع تكون أسعارها أقل من المنظومة الأخرى، لكن في السياق العام سوق المواد الغذائية في البحرين أرخص من السعودية. وذكر جعفري بأن هناك أصنافاً من السلع في السوق السعودي أسعارها أقل من السوق البحريني خصوصا الأدوية ومواد البناء؛ وهي أسعار ليست هامشية بل أسعار محفزة للذهاب للسوق السعودي بنسب انخفاض تتراوح بين 20-40%، عازيا ذلك لحجم اقتصاد السوق السعودي الكبير وقدرة التاجر السعودي على الحصول على سعر تفضيلي عند استيراده بكميات كبيرة. فيما أفاد متعاملون في الأسواق بالمنطقة الشرقية أن نسبة المتسوقين البحرينيين في السعودية بلغت 35% خلال نهاية الأسبوع الماضي للتبضع لشهر رمضان. ويشير محمد البهز (أحد البائعة) إلى أن حجم القوة الشرائية للعائلات البحرينية في أسواق المنطقة الشرقية تتفوق على باقي نساء دول الخليج، مرجعة ذلك إلى أن المتسوقة البحرينية تشتري دون تردد لأنها تعرف جيداً أن الأسعار في السوق السعودي أقل من السوق البحريني، بالإضافة إلى اختلاف نوعية البضائع عن ما يُعرض في أسواق البحرين. وأكد أن الأسواق السعودية بالمنطقة الشرقية تكتظ بالأسر البحرينية طوال العام وتصل ذروتها في الأعياد وشهر رمضان المبارك وحين العودة للمدارس. وشهد جسر الملك فهد خلال اليومين الماضيين ازدحاما شديدا، تعوده أهالي المنطقة في مثل هذا الوقت من كل عام، نتيجة لرحلة تبادل التسوق بين البلدين، التي تتصادف عادة مع بداية شهر رمضان المبارك. تقنية إلكترونية في جسر الملك فهد تزود المسافرين بالمعلومات وتلافي أوقات الذروة وأوضحت مصادر في جسر الملك فهد أن الجسر شهد تدافع الأسر البحرينية نحو أسواق المنطقة الشرقية، بغرض التبضع من الأسواق السعودية. وأبلغ "الرياض" عدد من المواطنين البحريننين الذين عبروا جسر الملك فهد أمس الأول أن الازدحام الشديد أدى بجوازات الجسر إلى فتح جميع كبائن منافذ الخروج في الاتجاهين. وعلى الصعيد ذاته شهدت الأسواق التجارية في المنطقة الشرقية والبحرين ارتفاعا كبيرا في المبيعات خلال شهر رمضان المبارك، وتدافع المتسوقين بهدف التبضع، الأمر الذي استغله ملاك المحال التجارية لرفع معدلات أرباحهم في مثل هذا الوقت من كل عام، والتي تعدها الأغلبية منهم بأوقات ذهبية لزيادة الأرباح. يشار إلى أن المؤسسة العامة لجسر الملك فهد قد أطلقت في وقت سابق تقنية إلكترونية عبر الإنترنت تستهدف تزويد متصفح الخدمة عن وضع الجسر لتلافي أوقات الذروة أو الازدحام، إضافة إلى تزويد المسافرين بالمعلومات والتعليمات المطلوبة قبل استخدام الجسر، الأمر الذي من شأنه تقليل أوقات الازدحام والحيلولة دون بقاء المسافرين فترات طويلة على الجسر لإنهاء إجراءات سفرهم. في الوقت الذي أوضح مدير عام المؤسسة العامة لجسر الملك فهد بدر بن عبدالله العطيشان بأن عدد المسافرين بلغ حتى نهاية عام 2012م أكثر من 17.6 مليون مسافر بمعدل يومي يبلغ 48.284 مسافراً بزيادة عن عام 2011م 22.52% وبلغ العدد منذ تشغيل الجسر حتى نهاية عام 2012م أكثر من 239.6 مليون مسافر بمعدل يومي 25.155 مسافراً. وأضاف العطيشان أن إحصاءات جوازات جسر الملك فهد تشير إلى أن أعداد المسافرين منذ بداية العام الجاري حتى يوم 15 شعبان بلغ 11.27 مليون مسافر وبمقارنتها بالإحصائية الإجمالية خلال نفس الفترة للعام الماضي 1433ه والبالغة 9.87 ملايين مسافر، مؤكداً زيادة أعداد المسافرين لهذا العام بواقع 1.397.794 مسافراً وبمعدل يومي مقداره 51.254 مسافراً بزيادة يومية عن العام المنصرم بواقع 6.353 مسافراً، وقد بلغ عدد المسافرين منذ بداية إجازة هذا الصيف حتى تاريخ الثالث عشر من شهر شعبان الجاري 1.080.258 مسافراً. وعلق نائب اللجنة التجارية بغرفة الشرقية علي برمان بقوله إن المبالغ التي ينفقها المتسوقون البحرينيون والسعوديون في كلا البلدين تفوق 100 مليون ريال شهريا، وخاصة خلال شهر رمضان، وتشمل شراء المواد الغذائية والملابس والأدوية والخدمات الطبية والترفيه والكماليات وغيرها؛ ما يعني أن هذه الحركة الكبيرة تدعم عملية التبادل التجاري، وتسهم في ضخ مبالغ كبيرة في الاقتصاد، وتحرك عمليات الاستيراد والتصدير في كلا الجانبين. وأوضح بأن قرابة مليون مسافر يعبرون جسر الملك فهد شهريا، ويزداد العدد خلال شهر رمضان من أجل التسوق والتواصل الاجتماعي والترفيهي وهذا يعني بأن حركة السيولة ترتفع في البلدين نتيجة النشاط التجاري بينهما. حركة نشطة في الأسواق التجارية بالشرقية (عدسة - زكريا العليوي ) علي برمان د. أكبر جعفري