أطلقت شرطة مكافحة الارهاب الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه في وقت متأخر من ليل أمس الأول الخميس لتفريق مئات المتظاهرين المعادين للحكومة كانوا تجمعوا في وسط انقرة، وقامت بتوقيف أربعة منهم، بحسب شهود عيان ووسائل اعلام.وتدخل الشرطة في حي دكمان السكني الذي شهد مواجهات منذ اسابيع عدة بين متظاهرين وعناصر من قوات الامن منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 31 مايو ضد النظام الحاكم منذ 2002. وقال احد المتظاهرين "لقد تجمع مئات عدة من المتظاهرين ورددوا هتافات معادية للحكومة ورفضوا التفرق حتى وقت متأخر من الليل".وأوردت شبكة "ان تي في" الاعلامية أن المتظاهرين أقاموا سواتر على شارع رئيسي مما أدى الى عرقلة حركة المرور وحمل الشرطة على تفريق الحشد، مضيفة أن الشرطة أوقفت اربعة من المتظاهرين. ومنذ اندلاع التظاهرات قتل اربعة اشخاص بينهم ثلاثة متظاهرين واصيب ثمانية آلاف آخرون بحسب آخر حصيلة لنقابة الاطباء الاتراك. وخفت حدة الاحتجاجات في اسطنبول الا ان التظاهرات لا تزال مستمرة في العاصمة وتتدخل الشرطة بشكل شبه يومي خلال الليل.الى ذلك انتقد وزير الاعلام التركي بينالي يلدريم امس الدور الذي أدته مواقع التواصل الاجتماعي في الاحتجاجات التي شهدتها تركيا خلال الاسابيع الاخيرة، داعياً إياها الى التعاون مع السلطات تحت طائلة تعريضها لعقوبات. وقال يلدريم خلال اجتماع في مدينة كارس شرق تركيا "نعم للحريات حتى النهاية ولاستخدام الانترنت، لكن لا وألف لا لتوظيفها في نشر الفوضى والعنف والجريمة".وأضاف "إذا ما حصلت مخالفة، فإنها تحصل في الحياة الحقيقية كما في العالم الافتراضي"، في اشارة الى التظاهرات المعارضة للحكومة المحافظة. وتم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا تويتر وفيسبوك لحشد المتظاهرين.وكان يلدريم انتقد الاثنين رفض موقع تويتر التعاون مع السلطات التركية خلال التظاهرات خصوصاً لكشف هويات المحرضين على هذه الاحتجاجات. واعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر في 17 يونيو أن الحكومة تعمل على إصدار قانون يسمح بملاحقة الاشخاص الذين ينشرون رسائل تتضمن تشهيراً أو تحض على الثورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. واقر يلدريم امس بأن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل "مجالاً حراً" وبالتالي من غير الوارد منعها. لكن، "يحق بطبيعة الحال لتركيا" المطالبة بأن لا تشكل هذه المواقع وسيلة للتحريض على العنف بحسب الوزير التركي. وحض يلدريم موقعي فيسبوك وتويتر على عدم "التلاعب بكرامة ومصداقية" تركيا التي يمكنها ان "تسدد لهما صفعة" بحسب تعبيره. وعند انطلاق الاحتجاجات، حمل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بشدة على "التهديد" الذي يمثله موقع تويتر واصفاً إياه بأنه "مثير للشغب" وقائلاً إن من هذا الموقع "تنتشر كل الاكاذيب الكبيرة". ويحظى اكثر من نصف سكان تركيا البالغ عددهم 76 مليون شخص بامكانية الدخول الى شبكة الانترنت.