مع اقبال شهر رمضان الكريم، تعود ذاكرتنا إلى الشيخ علي الطنطاوي "رحمه الله - 1909-1999م". هذا الشيخ كان ملماً بكل شيء لم يلبس "المشيخة" على حساب الدين، البداية في الصحافة ناقداً وموجهاً ثم مفتياً، من أقدم المذيعين على المستوى العربي، ساهم بفاعليه في إعطاء روح المتعة على برامجه الدينية منذ بداية ظهورها. في كل محطاته كانت له بصمات واضحة، في إذاعة الشرق الأدنى من "يافا" أوائل الثلاثينيات وبغداد سنة - 1937م -، ودمشق - 1942م - ولعقدين متتاليين. هنا كانت "البصمة"، بزوغ إذاعة البرنامج الثاني بجدة ظهر ليقدم "مسائل ومشكلات"، حتى مع بثّ التلفزيون السعودي انطلق في برنامج "على مائدة الإفطار" وأطول برنامج تلفزيوني "1967م - 1992م" على مدى خمسة وعشرين عاما بديكور واحد وسلة خضار "بلاستيكية"، الطنطاوي ينخر في ذاكرتنا كلما ازدادت برامج الإفتاء وسبل إيصالها عبر القنوات الفضائية وبرامج الاتصال الاجتماعي. أكثر من عقد ونيف، رمضان يعود والطنطاوي لم يعد!