هناك تنافس نافس فاعل، وآخر نفث قاتل، الأول يكسو صاحبه عزة ورفعة، والآخر يلبسه ذلة وخسة. وأتساءل هل يمكنني تسمية هذا الآخر بالتنافس؟ ام هو التخاذل والتناصر؟! أهو عمل شريف صالح؟ ام نفث شيطاني فاضح؟! لسوء الحظ، وقلة الوعي، وضعف الدين انتشرت هذه الظاهرة بين قلة من المعلمات في بعض المدارس، مشاهد ومواقف تنفر منها النفوس اشمئزاز وقرف، وتهتز لها الرؤوس استخفافا وحقراً، وتمط الشفاه استياء وأسفاً. صراع محموم يشعل نار الفتنة والضغينة، وينسف جدار الأخوة والمحبة، صراع على اشده وكما يقال - الى الركب - نميمة ودسيسة، تجسس وتنصت، تزوير وتلفيق، كذب وافتراء و... و... إلخ. شيء مخز، وأمر معيب مؤسف ان يحدث هذا بين المتحليات بزينة العلم، والمتأدبات بأدبه. والعلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الإخفاق لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ريه بخلاق لم يا أخيتي تحاربين اختاً لك بهذا القدر من الغل والحقد؟ ألانها تفوقت عليك في مادة تجمعكما سوياً؟ ام هو الحسد الأعمى غير المبرر؟ اربئي بنفسك عن هذا المسقط، ولا تورديها موارد الردى، ولا تكوني ضمن المجموعة التي شبهها الشاعر بقوله: كالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله، ارحمي صدرك من هذا الكم الهائل من الغل والحقد فهو ضعيف لا يحتمل. اختي المعلمة: ما اجمل التنافس في الخير، في الحب، في العطاء. وإذا اردت النصيحة فطوري نفسك بالعلم والتعلم والعمل الجاد والإنتاج الخلاق بهذا وحده تستطيعين التميز وكسب الثقة والتقدير وليس الى غير ذاك من سبيل وحتى لو انتصرت لبعض الوقت بالرسائل الكيدية، والفاكسات الوهمية، والتزلف والتملق والتودد والنفاق ومسح الجوخ فلم ولن تنجحي او تستمري لأن للحق صوتاً جهورياً يسمع من به صمم. وأريد التنويه لو سمح لي المجال في هذا المقال ببعض الكلمات الصادرة من الأعماق بالقول: إن هذه الفئة من ضعيفات النفوس لو لم تجد أذناً صاغية من سلطة عالية في منشأتها التعليمية، وتشجيعاً مبطناً لما تجرأت واستمرت، هذا الاستمرار الذي يشير بقوة إلى ضعف القيادة بالدرجة الأولى وعدم ضبطها الأمور، فتحتاج إلى المساندة من قبل هذه النوعية الهابطة. أكرر النداء والنصح، عودي عن غيك وارجعي إلى رشدك فالنجاح لن يكون حليفك لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه، والأمور بنتائجها ولا يصح الا الصحيح. أخيتي: اعلمي ان رزقك مقسوم لك ولن يناله غيرك فتحرري من قيودك وأغلالك، واطوي صفحة اعمالك، وبادري بالتوبة والسماح، ليتحقق لك الفوز والفلاح في الدارين البدار... البدار.. قبل البوار وخراب الدار {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين}. عافاك الله وشافاك، وأخرج منك أحقادك وأضغانك، وهداك إلى رشدك وصوابك.