رفضت سالزبورغ أن تبني شهرتها او سمعتها كمدينة ساحرة معتمدة على جبال الألب، حتى انها قاومت بشدة ان يصبح " الذهب الأبيض " وهو الترجمة الحرفية لاسمها مرادفا لها، ولم تقبل ان تُعرف بين جاراتها الاوروبيات بمدينة القصور المترفة او البحيرات الهادئة فقط ... اتجهت المدينة بعيدا حين اختارت ان تصنع لنفسها اسماً خاصاً فريداً من نوعه فاختارت ان يقترن اسمها بالموسيقى. عشق المدينة للموسيقى لم يكن غريبا فهي مسقط رأس الموسيقار الشهير موزارت أشهر المبدعين في تاريخ الفن، الذي قدم ما يقارب 350 عملا موسيقيا في حياته القصيرة والتي امتدت إلى 35 عاما فقط بالإضافة إلى قيادته لفرقة الأوركسترا في القصر الامبراطوري وهو في سن السابعة من عمره. كان فيلم " صوت الموسيقى " الذي عرض عام 1965 بوابة العالم الأولى لسالزبورغ ، حيث تم تصوير معالم المدينة في مشاهد متفرقة من الفيلم الأمر الذي ترك انطباعا مميزا لدى الكثير مما دفع العديد من السياح حتى اليوم إلى زيارة هذه المدينة الخلابة بطبيعتها، هذا الانطباع اثر ايضا في المسيرة التعليمية للمدينة حيث اصبحت مطلباً مهماً للكثير من الطلاب مما لقبها ب"مدينة الطلاب" لوجود ثلاث جامعات من أكبر جامعات النمسا فيها، ارتباطها بالفن الموسيقى جعلاها مركزا ثقافيا في قلب أوروبا حيث يطلق عليها " مسرح العالم " ، لكثرة المهرجانات الموسيقية على مدار العام مما يجعلها مقصدا للسياح الراغبين في تذوق المأكولات النمساوية المحلية، في مطاعم أثرية وأخرى ذات الطراز الحديث، تلفها أسواق وماركات عالمية. مركز المدينة القديم يعرف بطرازه المعماري العريق فهو يعود للطراز الباروكي - تصميم فني يرجع إلى القرن السابع عشر الميلادي - مما أدى لإدراجها ضمن المواقع التراثية العالمية في منظمة اليونسكو في سنة 1997م ، هذا وكانت سالزبورغ مدينة إدارية هامة خلال العصر الروماني، وذلك لموقعها الاستراتيجي على مفترق الطرق بين الطرق العسكرية الرئيسية والطريق الذي يربط بين الشمال والجنوب. عائداتها التجارية اعتمدت على الملح، إذ استفادت سالزبورغ كثيراً من ثروتها (الملح) أو الذهب الأبيض في التبادل التجاري، وقد جاء اسمها من الملح أيضاً (سالزبورغ = قلعة الملح) ، وهذه الثروة الملحية سمحت للحكام في سالزبورغ ببناء المدينة على الطراز الفني الإيطالي، لذا تسمى (روما الشمال). وتشغل مدينة سالزبورغ موقعاً مركزياً مناسباً وتعد ملتقى طرق سياحية هامة، الأمر الذي جعلها وجهة ومقصداً سياحياً مرغوباً للسياح، إذ يزورها سنوياً وفقاً لآخر الإحصائيات حوالي 6.5 ملايين زائر. الزائر للمدينة يحتاج ان يحصل على (بطاقة سالزبورغ) التي تتيح له حرية الوصول إلى جميع الأماكن السياحية في المدينة، فضلاً عن الاستخدام المجاني لوسائل النقل العام متضمنة باقة بوفيه الإفطار طيلة مدة البطاقة للشخص واحد . سالزبورغ تجربة سياحية في عالم مُترف من الجمال والأناقة لا يقتصر على التراث الاوربي و لا الحاضر الاوربي ، بل يجمع بينهما التسوّق، الرياضة، الثقافة، الفن، والموسيقى. وبمجرد المشي ل 10 دقائق من مركز البلدة القديمة، ماراً بجوار قلعة وحديقة ميرابيل الرائعة ستجد كبرى الفنادق العالمية في سالزبورغ تستقبل ضيوفها على الطريقة النمساوية المضيافة، إضافة الى المواصلات والدليل والمرشد السياحي. طبيعة خلابة تغري الزوار مساحات خضراء شاسعة احدى الممرات الأثرية