عند وصولك إلى العاصمة النمساوية (فيينا) تتلمس تاريخاً عريقاً، يتجاوز 2000 سنة مضت يروي حكايات، " للعائلات الحاكمة "حُفرت على جدرانها، إلا أن شهرتها بفن الهندسة المعمارية، والمعالم الشهيرة، وتوسطها أوروبا، أكسبها مذاقاً أوربياً مختلفاً. هذا بالإضافة إلى نهر الدانوب الممر المائي الأبرز في فيينا، لوحة إبداعية ربانية يعجز عن وصفها البشر، تحكي جسورها قصص الحب، وعهود خطت على جدرانه، وأمنيات تتراقص على خرير مائها، حكايات تفوق الحروف إلى لغة العيون، طبيعة ساحرة ترفض وداعها، ويجبرك حنينها لتعاود زيارتها وترتوي بجمالها. تاريخ وحضارة كانت فيينا مركز إمبراطورية هابسبورغ لمدة 600 سنة، وهي المدينة الخضراء التي تقع على ضفاف نهر الدانوب الأزرق، ونصف مساحتها مغطاة بالأشجار الخضراء والحدائق والمروج والغابات.. وفي وسط فيينا التاريخية ستشعر بصخب المدينة العصرية. وتلتف حول مركز المدينة أشهر أسواقها العالمية "مارفيل" بالقرب من الأوبرا، والأفانت جارد، مع رائحة القهوة النمساوية، التي تعبث با أمزجة زوارها، ولا يستكمل مذاقها إلا بقطع الكاكاو والكيك النمساوي الشهير. وتعتبر فيينا مدينة الدبلوماسيين الأولى فهي تحتضن ما يربو على (120) سفارة إضافة إلى ما يزيد على (140) وفداً دائماً لدى المنظمات الدولية، ينتمون ل 65 بلداً، مما يجعلها مقراً لانعقاد المؤتمرات واللقاءات الدولية . احد القصور الأثرية في العاصمة النمساوية قصور قصر شونبرون (على الطراز الباروكي) المقر الصيفي لعائلة هابسبورغ الحاكمة، هو أحد معالم الجذب السياحي للنمسا، حيث يمثل الحقبة الإمبراطورية بفخامتها وهيبتها الملكية، فهو يسحر زواره بحدائقه الغنّاء، ودار النخيل، وحقول الأزهار والنوافير، وحديقة الحيوانات المجاورة للقصر والتي تم إنشاؤها منذ 250 سنة مضت. وكذلك قصر بلفيدير، الذي يسحر زواره بأسلوب فن العمارة والثروة الفنية التي يمثلها مع حدائقه ذات المناظر الطبيعية الساحرة. عبق الماضي منتشر حتى في وسائل الترفيه فيينا التراث العالمي تُعدّ العاصمة "فيينا" واحدة من تسعة أقاليم في النمسا، كما وتُعتبر بمثابة المدينة الرئيسية في البلاد، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي مليونين وثلاثمائة ألف نسمة، أكبر مدن النمسا، كما تمثّل مركزاً ثقافياً واقتصادياً وسياسياً هاماً. وهي عاشر أكبر مدينة من ناحية عدد السكان في الاتحاد الأوروبي. وتستضيف فيينا العديد من المنظمات الدولية الكبرى مثل منظمة الأممالمتحدة ومنظمة أوبك. وهي مدينة تقع في شرق النمسا، وقريبة من جمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر. وقد تم اختيار مركز المدينة من قبل منظمة اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي. وبصرف النظر عن التاريخ والثقافة والموسيقى والهندسة المعمارية والبنية التحتية الحديثة، فإن فيينا تفتخر دائما أنها تُعدّ واحدة من المدن الأكثر خضرة في العالم، إذ إن الغطاء الأخضر والغابات يشغلان نحو نصف مجموع أراضيها. متحف فيينا احد اهم المعالم فيينا والعرب في العام 1912 اعترفت النمسا بدين الإسلام، وعزّز ذلك تأسيس الرابطة الإسلامية. ولذلك فمن الطبيعي جدا إيجاد أشخاص من ديانات مختلفة يعيشون معا. وفي عام 1979 افتتح المسجد في هوبرتوسدام في المنطقة الحادية والعشرين. وتقدم فنادق الدرجة الأولى لنزلائها المسلمين القرآن الكريم وبوصلة لتساعدهم في تحديد اتجاه القبلة. ويمكن الحصول على الأطعمة الحلال والمذبوحة وفق الطريقة الإسلامية في سوق "ناشماركت" في فيينا، الذي يحتضن المقاهي والمطاعم ذات المذاق العربي في المناطق الريفية أيضا، وتنشط الرحلات السياحية لفيينا في مايو ويونيو لاعتدال الجو واكتسائها الخضرة. مدينة تحمل كل مقومات النجاح التسوق في فيينا تقع منطقة التسوق الفاخرة في مركز المدينة التاريخية في فيينا وهي في حالة نمو مستمر. كما تضيف العلامة التجارية الجديدة غولدن كوارتر/ للحي الذهبي وفرع فيينا لبوتيك الأزياء البريطاني الفاخر فيفيان وويستوود عمقاً جديداً لمشهد التسوق في العاصمة النمساوية. لطالما كانت المدينة القديمة في فيينا نقطة جذب للمحلات من جميع الأنواع. خلال أيام الإمبراطورية، كان الباعة الجوالون يتدفقون إلى البلاط الإمبراطوري، محملين ببضائع تشمل المنسوجات اليدوية، والمجوهرات في حين يسعون للحصول على موقع بالقرب من قصر هوفبورغ الامبراطوري- مقر الإقامة الرسمي للإمبراطور. واليوم أصبحت المنطقة المحيطة بالقصر مكاناً مخصصاً للمشاة تربط بين شارع كارنتر، وشوارع غرابين وكولماركت المخصصة للتسوق، والمعروفة محلياً ب غولدن يو، الذي تقطنه أرقى المحلات العالمية مثل شانيل، غوتشي، بربري، أرماني، أكريس، هيرميس وسواروفسكي، غولدن كوارتر، وتمتاز بموقعها في الأبنية التاريخية المدرجة على لائحة المواقع التراثية في قلب فيينا. الفروسية الإسبانية في فيينا تقدم مدرسة الفروسية الإسبانية في فيينا، الشهيرة بخيول الباليه ليبيزان، عروضها الحية في أجواء عصر الباروك من القصر الملكي، فهي المؤسسة الوحيدة للفروسية الكلاسيكية. وهي جزء من القصر الإمبراطوري في فيينا بنيت في القرن الثامن عشر، وتعرف على أنها جوهرة الهندسة المعمارية للحقبة الباروكية الأخيرة حيث قام بتصميمها المهندس المعماري جوزيف فيشر فون ايمانويل ايرلاخ خلال الأعوام 1729 و 1735 م ، وحتى هذا اليوم فإن هذا البناء يشع بهالة لا تضاهى. جمع فريد بين الماضي والحاضر أفضل مدينة وقد أظهرت نتائج المسح في عام 2012 مرةً أخرى حصول فيينا على الدرجات الأعلى، وبذلك تُحلّق العاصمة النمساوية عالياً باللقب كأفضل مدينة ملائمة للعيش في العالم وذلك للمرة الرابعة على التوالي، بحسب مسح حول نوعية الحياة في 221 مدينة رئيسية حول العالم.