نسمع بين فترة وأخرى "حوادث حريق" داخل المنازل، ينتج عنها إصابات بليغة، أو حالات وفاة، خاصةً في "فصل الصيف" الذي يشهد ارتفاعاً في درجة الحرارة، وتحديداً مع زيادة الأحمال الكهربائية على بعض "محوّلات" التوزيع، وهنا لا بد من توعية أفراد المجتمع حول تلك الحوادث ومسبباتها، لتدارك ما يُمكن تداركه في حال وقع الحريق. وتفتقد كثيراً من المنازل "أجهزة السلامة" التي من المُمكن أن تُقلل من الخسائر، سواء في الأرواح أو المُمتلكات، وهنا لا بد أن تُقيم جهات المجتمع المدني "ورش عمل" بين فترة وأخرى، تتعلق بأمور السلامة في المنزل، كما أنه من المُهم توفر "طفاية الحريق"، و"كاشف الدخان"، و"صيدلية إسعافات أولية"، للمُساهمة في تقليل آثار الحريق قبل تفاقمها. ويخطئ بعض أرباب المنازل في شراء "مُحوّلات كهربائية" رديئة الصنع، وهو ما قد ينتج عنه زيادة حرارة تلك المُحوّلات، وبالتالي اشتعالها دون أن يشعر بها أحد، وهو ما يقود في النهاية إلى وقوع حريق هائل، مما ينبغي أن يعي أصحاب المنازل أن "السلع الرخيصة" لا يُمكن أن تستمر في الإنتاج فترة طويلة، وقد تتسبب في وقوع كارثة كبيرة. رحيل مُر وقالت "أم هاشم" ان الحوادث البسيطة تنتج عن أخطاء غير مقصودة، وقد تتحول إلى كبيرة وتؤدي إلى وفيات، خاصةً في فصل الصيف، إذ أن كل شيء معرض للحرارة، خاصةً الأجهزة الكهربائية والتوصيلات الخاصة، مؤكدةً أن وقع الحادث يستمر بالخوف على الأولاد الصغار، وكيفية إنقاذهم تسيطر على كل شيء، وقد تفقد الشخص توازنه إن لم يتصرف في الشكل الصحيح. ومازالت "أم هاشم" تتذكر رحيل ابنها نتيجةً لوقوع حريق في شقتها؛ بسبب "التماس كهربائي"، في فترة الظهيرة، حيث كانت نائمة في "قيلولة" معتادة، بيد أن حادثاً بسيطاً تمثل في توصيلات الكهرباء حوّل حياتها وزوجها "عبدالمطلب المزين" إلى كارثة غير متوقعة. اشتعال سريع أوضحت "أم هاشم" أن الحادث قد يخرج عن نطاق قدراتنا، وقد يكون سريعاً، بحيث لا نتمكن من فعل شيء، وقد لا يتمكن الدفاع المدني من إنقاذ الأشخاص بسبب سرعة الاشتعال أو وجود الشخص في موقع خطأ، مؤكدةً أن عدم الصيانة العامة لأجهزة الكهرباء قد تؤدي إلى وقوع حوادث لا يحمد عقباها، مشيرة إلى أن ابنها "هاشم" رحل بعد أن اشتعلت النيران في الشقة، ولم يتمكن أحد من إنقاذه بسبب خروج الحادثة عن نطاق السيطرة في شكل سريع جداًّ. اعتناء بالسلامة وقال "عبدالمطلب المزين" -زوج أم هاشم-: إن ابني الأكبر رحل عن الدنيا ورزقني الله بأبناء وبنات، ونحن نحاول المحافظة عليهم، مضيفاً أنه حين نشب الحريق كان نائماً بعد عودته من عمله، وحين استيقظ كان الحريق مشتعلاً، مبيناً أنه أخرج الأطفال الآخرين سريعاً، بينما كان ابنه في الصالة، كان الدخان أسود كثيفا، ذاكراً أنه نزل لجلب الماء وحين عاد إلى "السلّم" للصعود لم يتمكن من الوصول إلى نصفه. وأضاف: جاء رجال الدفاع المدني مقتنين الأقنعة وأخرجوني، وكذلك أخرجوا الطفل متوفى، موضحاً أنه حالياً يمارس التشدد في مسألة وضع الأجهزة الخاصة بأمور السلامة، بل إنه أصلح الضرر ووضع "كاشف الدخان"، إضافةً إلى "طافئات" في عموم الشقة، لافتاً إلى أنه أحياناً يكون لوجود أجهزة دور في الحد من تقدم الحريق. زيادة الأحمال الكهربائية مع «توصيلات» رديئة تنتهي إلى التماس يحرق الأخضر واليابس.. خطط إخلاء وقال "حسين آل قريش" - مدرب متعاون مع الدفاع المدني -: نؤدي ورش عمل على أجهزة السلامة المنزلية، إلاّ أن الإقبال -مع الأسف- ضعيف، مضيفاً أن ذلك يكمن في قلة برامج التوعية، مبيناً أن دورهم ينحصر في استضافة مدربين ومحاضرين للسلامة من بعض الشركات، مثل "شركة أرمكو السعودية"، ذاكراً أنهم لاحظوا أن الجانب النسائي له إقبال أكبر من الرجال في حضور ورش العمل، إذ يحضر (60) ربة منزل على الأقل. وتمنّى من الجمعيات في كل المناطق أن تضع ملصقات لكل منزل وشقة موضح فيها ضرورة تركيب أجهزة السلامة، كما يجب أن تتحمل جهات المجتمع المدني عمل الورش بين فترة وأخرى، خاصةً للعنصر النسائي؛ لأنهن من يتواجدن بالمنزل في أكثر الأحيان، مشيراً إلى أن الدفاع المدني قد يصل للموقع بعد فوات الأوان لأسباب خارجة عن إرادته، مُشدداً على أهمية وضع وسائل السلامة الأساسية على الأقل، ومنها طفاية حريق، وكاشف دخان، وإسعافات أولية، وكذلك خطط إخلاء منزلي للمنزل عند حدوث أي مكروه. اختيار الأفضل وأوضح العقيد "راشد المري" -مدير الدفاع المدني في محافظة القطيف- أن على الأسر الأخذ بجدية نحو وسائل السلامة؛ لأنها تسهم في تحقيق النجاة إلى حد كبير، مضيفاً أنه توجد مشكلة في السوق، حيث أن ما هو موجود من "محوّلات" كهربائية ليس بالجودة المطلوبة، ومن المهم على مسؤول الأسرة اختيار الأفضل من ناحية التصنيع، خاصةً أن المُتهالك لا يتحمل أكثر من جهاز، وقد يتسبب في حريق، متأسفاً على أن معظم الناس يبحثون عن المحوّلات والأجهزة الكهربائية رخيصة الثمن. ونفى النظرية الشائعة التي تقول ان الأطفال يتجهون إلى أي قطعة أثاث للاختباء خلفها، قائلاً: في وقت الحادث ليس هناك موقع يمكن تحديده يتجه إليه، بيد أن سلوك الطفل عادةً ما يكون نتيجة للخوف، فإن عبث بشيء تجده لا يخبر أهله سريعاً، وفي هذه اللحظات تكون النار قد اشتعلت وهو خائف من ردة فعل أهله، ثم يفاجأ بالحريق وربما لا أحد يستطيع إنقاذه. توعية مُستمرة وأكد العقيد "المري" أن عود ثقاب أو شمعة قد تؤدي إلى حريق، مضيفاً أن الطفل قد يتصرف بهدف اللعب والتسلية، وبعد حدوث الخطأ لا يخبر عنه، مُشدداً على أهمية الانتباه إلى الديكورات، بالابتعاد عن ما هو قابل للاشتعال، خاصةً أن الحريق قد لا يكون كبيراً لكن دخانه قاتل، مبيناً أنه حينما يكون الشخص نائما قد يتوفى اختناقاً دون أن يشعر، مؤكداً أنهم يزيدون التوعية المستمرة لبث طرق صحيحة للسلامة، مُشدداً على أهمية الانتباه إلى وسائل السلامة في المسابح، فقد ذهب بعض الأطفال ضحية، نتيجة عدم الانتباه أو نتيجة عدم الاهتمام بوسائل السلامة، لافتاً إلى أنه لا بد من تواجد شخص مع الأطفال في المسبح، وأن يكون مخصصا لأعمارهم، مع ارتدائهم لسترة النجاة، ذاكراً أنه من الخطأ وجود الطفل في مسبح بالغين. محطات الوقود وعن محطات الوقود التي تشكل خطراً كبيراً في حال عدم مراعاة جوانب السلامة، قال العقيد "المري": إن رجال الدفاع المدني لن يتهاونوا مع المخالفين، مؤكداً على منح مجموعة من محطات الوقود مخالفات بسبب عدم التزامها بما يشترطه الدفاع المدني، مضيفاً أن وجود خزان وقود تابع للمحطة مرتفع عن سطح الأرض يعتبر مخالفة، مبيناً أنه تم توجيه تلك المحطات المخالفة لتصحيح أمرها حسب مواصفات يطلبها الدفاع المدني في المحافظة، والهدف يكمن في تعزيز وسائل السلامة المنشودة التي تجنبنا الحوادث التي قد تقع لا سمح الله"، مشيراً إلى أنه توجد تعليمات خاصة بعملية تركيب الخزانات الخاصة بالوقود، ويجب مراعاتها والعمل بها بشكل دقيق من قبل مالك المحطة، مع تجنب حدوث "شرارات" قد تؤدي إلى حرائق أو كهرباء أثناء تفريغ الوقود، مشيراً إلى أن الدفاع المدني يولي أهمية كبيرة لوسائل السلامة، ولا يتهاون في تطبيق القانون على المخالفين، ذاكراً أن الدفاع المدني ينفذ جولات ميدانية، للتأكد من التقيد بأمور السلامة في المحطات. قد يشتعل الحريق بسبب أخطاء بسيطة وغير مقصودة تأخر رجال الدفاع المدني يأتي بسبب ظروف التجمهر وزحمة الطرق وجود طفّايات الحريق في كل منزل يحتوي الحريق مبكراً العقيد راشد المري حسين آل قريش عبدالمطلب المزين الطفل الراحل هاشم المزين