رغم الخسائر الفادحة والتي لا تقدر بثمن في الأموال والأرواح، إلاّ أن معظم منازلنا تفتقر لوجود أبسط أدوات السلامة الضرورية؛ وذلك لاستخدامها في حال حدوث طارئ -لا قدر الله-، وحتى وإن وجدت، فإننا نجهل كيفية استخدامها، فوجود طفاية حريق توضع في متناول اليد بعيداً عن الأطفال، وكذلك شنطة إسعافات أولية، بالإضافة إلى تركيب نظام الأمن والسلامة والذي يشمل شبكة الكهرباء المتصلة بجميع أجزاء المنزل، والذي يضمن إغلاق التيار الكهربائي عند حدوث أي حريق أو التماس كهربائي، إلى جانب جرس إنذار الحريق، كل ذلك سيحد - بإذن الله - من الخسائر خاصة في الأرواح.ومع تزايد حالات الحوادث المنزلية التي تستقبلها المستشفيات ويشرف عليها الدفاع المدني، يُطرح أكثر من سؤال: هل بات الأمر ضرورياً للتدخل السريع من الدفاع المدني لتفتيش المنازل، وذلك للتحقق من وجود أدوات السلامة؟، أم يُكتفى بالإشراف بعد وقوع الحادث؟، وهل ما يُقدم من جهود توعوية ومنشورات ارشادية لسلامة العامه كافياً؟، وما أهمية دورها في توعية ربات البيوت خاصةً؟. توعية المواطنين بداية تحدث العقيد "ممدوح العنزي" قائلاً: لا يحق لرجال السلامة المدنية التفتيش داخل المنزل للتأكد من توافر معدات السلامة، ولكننا ندعوا دائماً المواطنين والمقيمين بتطبيق تعليمات السلامة داخله، من طفايات الحريق وكاشفات الحرارة وكاشفات الدخان؛ لحماية الأرواح والممتلكات، مضيفاً أن المنازل لها خصوصيتها ولا يحق لرجال السلامة التفتيش داخلها، مشيراً إلى أن الدفاع المدني يعمل دائماً على توعية المواطنين والمقيمين في مجال السلامة المنزلية، من خلال الكتيبات والمطويات والتلفزيون والإذاعة، مؤملاً من الجميع تطبيق السلامة في المنزل؛ لحماية الأسرة من أي خطر، وهذا لا يتم إلا بتظافر الجهود المختلفة. معلومات أساسية وشدد "د.هيازع الشهري" - مشرف برنامج الوقاية من الإصابات والحوادث - على ضرورة أن يكون لدى ربة البيت معلومات أساسية عن طرق تجنب الحوادث، وعن كيفية استخدام أدوات السلامة المنزلية؛ لتلافي الوقوع في المخاطر والتي يكون ضحاياها الأطفال غالباً، فطفاية الحريق من الأساسيات التي يجب توافرها في كل منزل، مبيناً أن كيفية استخدامه تطبيقياً لا يُكلف الوالدين شيئاً إن تدربا عليه أو درّبا أبنائهما في حال عدم تواجدهما في المنزل. العقيد ممدوح العنزي حوادث الغرق وأضاف أن هذه القواعد لا تُكلف الأم شيئاً إن اهتمت بمعرفتها وتطبيقها قبل وقوع مكروه، مبيناً أن من هذه القواعد المهمة والتي يجب الأخذ بها حوادث الغرق خاصةً مع موسم الصيف، والتي قد تؤدي بحياة الطفل في ثوان معدودة، مشدداً على ضرورة أن لا نترك أبداً الأطفال الصغار بمفردهم دون مراقبة، وأن يكون المسبح محاطاً بسياج محكم من جميع الجهات على ألا يقل ارتفاعه عن متر ونصف، ذاكراً أنه من الضروري أيضاً الانتباه لمخاطر الأبواب، واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، بالإضافة إلى تجنب استخدام الأبواب الثقيلة ذات الحواف الحادة، والتي قد تسبب الجروح أو الكسور للأيدي أو الأصابع. أم بسام:فقدت زوجي وابني ب«تماس كهربائي» أدوات حادة وأوضح أنه في المطبخ تكثر الأدوات الحادة والخطرة، والتي من الممكن أن تؤدي إلى جروح وإصابات خطيرة، أو حتى مميتة عند الأطفال، مضيفاً: "للوقاية ينبغي عدم ترك الأطفال يعبثون بأدوات المطبخ الحادة وإبعادهم عن متناول أيديهم"، ذاكراً أن الحروق الناتجة عن التعرض للسوائل الحارة أو بخارها من أكثر أنواع الحروق شيوعاً بين الأطفال، وقد ينتج عنها حروق طفيفة أو شديدة، مبيناً أنه يكثر حدوث هذا النوع من الحروق بالمنزل وبالتحديد في دورات المياه والمطابخ. حرارة الماء ونصح بالتأكد من درجة حرارة الماء قبل الغسيل أو الاستحمام، ومنع الأطفال من دخول المطبخ وقت إعداد الطعام، إلى جانب وضع المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة بعيداً عن متناول الأطفال، والحرص على وضعها في حافظات يصعب على الصغار فتحها، مبيناً أن حروق المواد الكيميائية التي تنتج من التعرض لمواد كيميائية قوية التركيز، مثل بعض المنظفات ومواد الزينة، قد تؤدي إلى حروق شديدة، وقد سجلت حالات كثيرة لدى الأطفال ناتجة عن التعرض لهذه المواد؛ بسبب طبيعة الطفل الاستكشافية، وكذلك تخزين هذه المواد في أواني الأكل والشرب أو شبيهة بهما، مما يخلق اللبس ويؤدي لاستخدامها اعتقاداً من الطفل أنها مشروبات أو مأكولات في بعض الأحيان، مشدداً على ضرورة وضع جميع المواد الكيميائية في مكان مغلق لا يستطيع الطفل الوصول إليه. د.هيازع الشهري حوادث السقوط وأكد على أن حوادث السقوط تعتبر من أكثر الحوادث المنزلية شيوعاً، بل ومن أهم الأسباب المؤدية للوفاة عند الأطفال، ويمكن أن تقع في أي وقت وفي أي مكان داخل المنزل وخارجه، مبيناً أن من أهم التدابير الوقائية الحفاظ على إغلاق الأبواب المؤدية إلى الشرفات والأسطح، بالإضافة إلى وضع الحواجز المناسبة التي تتفق مع شروط السلامة على النوافذ والشرفات والسلالم. أم لجين:خسرت ابنتي لغياب «طفاية الحريق» فقدت ابنتي وتحدثت "أم لجين" عن أهمية توافر أدوات السلامة في المنزل قائلةً: خسرت ابنتي ذات التسع سنوات بعد إرادة الله؛ بسبب عدم توفر طفاية الحريق، حيث توفيت اختناقاً بالدخان، فرغم وجودي بقربها وانتظارنا طويلاً حتى وصول الدفاع المدني، لم أستطع أن أحرك ساكناً لها، مضيفةً: "لو كان لدينا طفاية حريق لاستطعت فعل شيء بدلاً من الانتظار والاستنجاد بالغير، ولكنها إرادة الله قبل كل شيء، وهذا لا يمنع بذل الأسباب واتخاذ التدابير اللازمة في مثل تلك المواقف. جولات دورية وشددت "أم بسام الحويطي" على ضرورة أن يكون هناك جولات دورية لرجال الدفاع المدني؛ للتأكد من الإمدادات الكهربائية، خاصةً في الأحياء الشعبية، حيث تنعدم وسائل السلامة، مضيفةً أنها فقدت زوجها وابنها صيف العام الماضي، نتيجة ضعف تلك الإمدادات وحدوث التماس كهربائي لهما. وتشير "أم عامر" إلى أن الأهمية تتطلب إلمام ربة المنزل بالثقافات المتعلقة بالمنشورات التوعوية التي تشرح طريقة استخدام تلك الأدوات، إلى جانب تطبيقها فعلياً لاستخدامها وقت الضرورة، مع الحرص على قراءة المنشورات المرفقة مع كل جهاز جديد تقتنية؛ لمعرفة استخدامه بحذر وبطرق آمنة، مبينةً أنها خسرت مطبخها الجديد بسبب جهلها لكيفية استخدام طفاية الحريق رغم وجودها بين يديها، لافتةً إلى أن دور التربية التعليمية من مدارس ومعاهد وكليات مهم جداًّ، إلى جانب مساهمتها بنشر الوعي وزيادة الثقافة العامة حول أدوات السلامة. العقيد العنزي:الوعي سلاحنا د.هيازع:الأطفال ضحايا منشورات توعوية وأكدت "عذبة محمد" على أن المجتمع يفتقر إلى المنشورات التوعوية والإرشادية خاصة لربات البيوت كأقل شيء يذكر، حتى نتحقق من توافر معدات السلامة، متسائلةً: لماذا لا يكون هناك توزيع دوري لتلك المنشورات؟، مستعينين بالصور التوضيحية قدر الإمكان لتوزع على المنازل، حتى نضمن وصولها لجميع فئات المجتم ع، ولاستفادة الصغير قبل الكبير منها.