قام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام واحد وثمانين إيمانا بالمصير المشترك ووحدة الهدف، ومنذ ذلك الحين ودول المجلس الست تواجه عددا من التحديات التي مازالت تشكل تهديدا لأمنها واستقرارها. الثورة الخمينية ومحاولات تصديرها، الحرب الإيرانية العراقية، غزو الكويت، محاولات زعزعة الاستقرار في البحرين، وصولا إلى الربيع العربي وما حمله من تداعيات خصوصا على المشهد السوري، كلها أحداث أظهرت الحاجة الملحة لتعاون من هذا النوع وعلى هذا المستوى. وللأمانة كان المجلس فاعلا في مواجهة تلك التحديات وليس على المستوى الخارجي وحده بل والداخلي أيضاً. ولكننا كمواطنين نريد أن نشعر أيضا بأن أي تقدم أو إنجاز لأي دولة من دول المجلس هو بمثابة إنجاز لنا جميعا، فمن المفترض أن نجاح المملكة في رعاية المقدسات الإسلامية وضيوف الرحمن هو فخر لكل خليجي وليس لنا كسعوديين فقط، وأننا كخليجيين بنينا في دبي أطول برج في العالم، واننا معا سننظم كأس العالم في قطر عام 2022. شعور من هذا النوع لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال إزالة الفوارق فيما بيننا والاستفادة من تجاربنا الناجحة في كافة القطاعات العاملة على مستوى دول المجلس. مثلا كيف ستستطيع قطر إدارة المونديال دون الاستفادة من خبرة المملكة في إدارة الحشود من خلال سنوات من التعامل مع الملايين من الحجاج والمعتمرين. وكيف لنا تنمية قطاع السياحة لدينا دون الاستفادة من خبرة إمارة دبي التي استطاعت أن تضع نفسها على خارطة السياحة العالمية، من خلال خطوط طيران متقدمة وبنية تحتية شجعت الاستثمار في هذا المجال. أيضا فيما تعاني معظم دول المجلس من البيروقراطية حققت الامارات المركز الأول عالميا في الكفاءة الحكومية. نجاحات من هذا النوع وعلى هذا المستوى لماذا لا تعمم على كل دولنا حتى نتشارك ونفتخر بالإنجاز معا؟ في الأخير أترككم مع هذه الأبيات للشاعر عبداللطيف البناي والتي مازلنا نرددها مع كل قمة خليجية: أنا الخليجي وافتخر اني خليجي أنا الخليجي والخليج كله طريقي مصيرنا واحد وشعبنا واحد.. الله اكبر يا خليج ضمنا