رغم أنه ظل حلماً في قلوب الخليجيين لسنوات طويلة , يختبئ بين ثنايا التاريخ المتقارب وإحساس المصير المشترك, يلوح لنا وكأنه زائر منتظر كلما هبت على إحدى دول الخليج أزمة مصير أو اعتداء, ورغم تحديات المرحلة التي تتطلب تكاتفاً وتوحّد القدرات, إلا أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه - لنقلنا من حالة التعاون إلى الاتحاد جاءت تحمل فرح المفاجأة ووعد تحقيق الحلم. لا شيء يضاهي توحدنا ونحن نعلم أن قرارا تاريخيا كهذا لا يترجم افكارنا وأحلامنا فقط وانما يطرح ملامح الكيان القوي المتحد ,المؤثر الذي يحتوينا ويؤمن همومنا الامنية والاقتصادية والاجتماعية . امام العالم لن نكون منفردين في تفاعلنا وتعاملنا بعد الان, وامام أطماع الآخرين سنبدو اكبر من كل محاولات تآمر او استيلاء على إرثنا التاريخي ومواردنا . هناك تجارب مضت ودول جوار تضج بالهموم والاستنزاف البشري والاقتصادي والامني , إذن لن يكون هناك استراتيجية بقاء ونماء واستقرار أهم او أفضل من قرار تفعيل قرار الاتحاد بين دول مجلس التعاون. وفي تاريخنا القريب نذكر التفافنا وصمودنا حينما تم غزو الكويت الشقيقة، وكيف شعرنا بأن الاعتداء على أراضيها كان اعتداء علينا.. وعلى مستوى القيادة والشعب , سرت مشاعر المصير المشترك فكانوا اهلنا وأبناؤهم أبناءنا , ترابهم حياتهم وفي دول الخليج بدأ صدى التوحد امام الاعتداء ومحاولات التشويه صوتا وقلبا واحدا حتى تم التحرير مع وقفة العالم اجمع. وفي إثارة الفتنة الطائفية في البحرين ومحاولة قلب نظام الحكم بدعم قوى خارجية بأجندة عمل لا تخفى على أحد, أيضا تصدت دول مجلس التعاون تتقدمها المملكة والإمارات في حماية المنشآت الحيوية والدفاع عن أمنها اذا ما تعرضت لاي اعتداءات خارجية. هذا ولاننسى وقفة الجموع مع البحرين قلبا وقالبا مع أصالتها وسلامها وحياتها الآمنة. اوراق تعاون وصمود عديدة تتراءى لنا حينما نسترجع شيئاً من ماضينا القريب فكيف بالآتي؟ في تجربتي الحياتية عرفتُ الكويت والبحرين عدا وطني المملكة منذ الطفولة ولم أكن اشعر بغربة او اختلاف فكان لي مساحة محبة وأقرباء في كل منهما.. الان تمتد جذوري إلى قطر وايضا هي ارتاح عند اهلي فيها, الامارات تحتوينا جميعا وسلطنة عمان هي وجهة طبيعية جميلة قادمة لجميعنا لاشك. أريد ان اقول بأن لدينا بصمة موحدة في هذه الاوطان سواء على مستوى شخصي او مصاهرة ونسب , التوافق الاجتماعي والتراثي , عاداتنا تاريخنا الانساني مواردنا وتطلعاتنا .. كلها واحدة . فيا خادم الحرمين الشريفين نحن كلنا معك. التاريخ معك والخليج معك والحلم معك.