يرى خبراء ان الولاياتالمتحدة المترددة منذ عامين للتدخل في الشأن السوري، وعدت الان بتقديم "دعم عسكري" للمعارضة غير واضح المعالم، هو كناية عن اسلحة خفيفة غير كافية لتغيير منحى النزاع. وبعد مماطلة استمرت لاسابيع اقرت واشنطن الخميس بان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية وتجاوز "الخط الاحمر" الذي رسمه الرئيس باراك اوباما قبل اشهر. وقبل قمة مجموعة الثماني يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين في ايرلندا الشمالية وتحت ضغط الحلفاء البريطانيين والفرنسيين والعرب، تعهدت الولاياتالمتحدة بزيادة مساعدتها لمعارضة مسلحة سورية تواجه صعوبات امام الجيش السوري المدعوم من عناصر حزب الله وايران المجهزين بأسلحة روسية. واشارت واشنطن الى "دعم عسكري" مباشر للمجلس العسكري الاعلى في المعارضة لكنها رفضت ان تدخل في التفاصيل واعلنت بوضوح عن شحنات اسلحة. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز وخبراء يستعد الاميركيون لتسليم - بعيدا عن الاضواء- اسلحة خفيفة وذخائر لكن ليس صواريخ ارض-جو يطالب بها مقاتلو المعارضة للتصدي للطيران السوري. وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال امر الرئيس اوباما وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) التنسيق سرا مع الدول الحليفة التي ترسل مساعدات غير قاتلة للمعارضة. ويرى حسين ايبش من مركز "اميريكان تاسك فورس اون بالستاين" ان الاميركيين "سيسلمون المزيد من الاسلحة وسيشجعون حلفاءهم خصوصا دول الخليج على تسليم اسلحة لمقاتلي المعارضة الاقل تطرفا". ويتوقع ديفيد هارتويل المحلل لدى "اي اتش اس جاينز" أن تصل إلى المعارضة بنادق اي كاي 47 وذخائرها و"ربما قاذفات قنابل واسلحة مضادة للدبابات" ولكن ليس "مضادات جوية". وقال ايبش ان "اكبر هاجس" للولايات المتحدة هو ان تقع معدات حربية مثل قاذفات صواريخ ستينغر "بأيد خاطئة" أي بأيدي جهاديي جبهة النصرة حليفة القاعدة التي تقاتل في الخط الاول الجيش السوري. ويقول اخصائيون ان تبدل الموقف الاميركي في الاستراتيجية في سورية "غير واضح". ويتساءل مايكل دوران المحلل في مركز سبان لسياسات الشرق الاوسط التابع لمعهد بروكينغز "ماذا يدور في ذهن اوباما بالضبط". واضاف انه بسبب الخبرات السابقة في العراق وافغانستان وليبيا، كان اوباما مترددا للغاية للتدخل في ازمة سوريا. وقال ايبش ان ادارة اوباما المنقسمة منذ عام حول مسألة التدخل العسكري في سورية والتي اصبحت اليوم محرجة، "تنجر رغما عنها للقيام بخطوات اكبر". ويقول الخبراء ان مساعدة اميركية قوية محتملة ستبقى بعد اكثر من عامين من الحرب التي اوقعت ما يزيد عن 90 الف قتيل "محدودة جدا" وستأتي "متأخرة". ويقول شادي حميد من مركز بروكينغز في الدوحة ان "تسليح مقاتلي المعارضة السورية يتوقع ألا يرجح الكفة لصالحهم. كان ذلك سيحدث فارقا قبل عام لكن اليوم نظام الاسد متفوق ومقاتلو المعارضة يخسرون". ويدعو الباحث الى "توجيه ضربات جوية محددة وفرض مناطق حظر جوي". ورفض البيت الابيض الجمعة بوضوح هذا الخيار. وقال معاون مستشار الامن القومي لاوباما بن رودس ان "منطقة الحظر الجوي ليست الحل السحري" ووضع بذلك حدا لتكهنات وسائل الاعلام الاميركية. ولا يؤمن الباحث مايكل دوران بأن "تسليم الاسلحة قادر وحده على تغيير توازن القوى على الارض". ودعا الاميركيين الى اطلاق "برنامج متين لتدريب وتجهيز المعارضة يكون مرفقا بدعم استراتيجي ولوجستي واستخباراتي" حتى وان شكك بان "الادارة تنوي في هذه المرحلة نشر مثل هذا البرنامج". مقاتل من الجيش الحر يتحصن في خندق قرب بلدة كفرومة (أ.ف.ب)