لاحظت حديثا أن بعض المرضى يأتون الى العيادة ومعهم " عدة علب أو كراتين" لمكملات غذائية اشتراها بنفسه أو أهديت اليه من صديق او ابن يدرس في الخارج... والسبب الوحيد لتناولهم اياها لأنه مكتوب عليها من خارج العلبة (تنشط القلب والاوعية الدموية) او( تحمي القلب من الجلطات) او (heart attack proof)وهذه المكملات الغذائية تشمل حمض الفوليك، زيت السمك او مشتقاته مثل الاوميغا3 وانزيم كيو 10، وفيتامين د، وفيتامين E وخليط من فيتامينات ب1وب6 ب12 والحديد والكالسيوم.....الخ والقائمه تطول....حتى انك تذهب الى أي صيدلية كبيرة فتجد قسما خاصا فيه انواع متعددة من هذه المكملات الغذائية يدّعي مسوقوها أنها توفر حماية القلب والشرايين والمحافظة على صحة عضلة القلب وأدائها بل وتنظيف الشرايين من التضيقات .....الخ.... وهي بلاشك نشاط تجاري كبير لكثير من شركات الادوية العالمية تصرف على دعايتها وتسويقها الكثير من الملايين....وعلى الرغم من تواجد هذه المكملات الغذائية في جميع دول العالم إلا أن هناك عدة نقاط مركزية تهم المرضى والمهتمين بالشأن الطبي: المكملات الغذائية ليست بديلا مكافئاً للغذاء الصحي أولا: ان كل هذه الادعاءات (في حمايتها لشرايين القلب) لم تؤخذ عليها موافقة المنظمات العلمية الدولية مثل FDA وغيرها ؟! ثانيا: إنه ليس لها دليل علمي مثبت لفعاليتها بل العكس صحيح...حيث ثبت بمالا يدع مجالا للشك فشلها في الحماية من امراض القلب فضلا عن علاجها...كما سنوضح لاحقا. ثالثا- إنها مكلفة ماديا وأغلى بكثير من العلاجات الثابتة علميا ويتناولها المريض لفترات طويلة... رابعا- إنها تحول أنظار المريض واهله وتشغلهم عن العلاج الاساسي على اساس ان هذه المكملات طبيعية ومفيدة وفعالة ولا تضر.... بل من الممكن ان يبدأ بإهمال علاجاته الاساسية .....وقد وجدت كثيرا من المرضى يشتكي من كثرة أدويته ويحملها في كيس او اثنين وعندما تتفحصها تجد ان اغلبها مكملات غذائية ومسكنات آلام مفاصل وبعض الادوية التي لم يثبت فاعليتها في علاج غضاريف الركبتين...بينما ادويته الحقيقه لاتتعدى ثلاثة الى اربعة أنواع!! خامسا- الغالبية العظمى تعتقد انها اذا نفعت ماضرت ... والحقيقة انها قد تتفاعل مع الادوية التي يأخذها المريض وتسبب أعراضا جانبية وتأثيرا على انزيمات الكبد بل بعضها يضر القلب الذي يدعي أنها تحميه مثل تأثيرها على الديجوكسين....الخ. ليس هناك مكمل غذائي ينصح به للحماية او للعلاج من امراض شرايين القلب وسنبسط الحديث عن سؤال كثيرا مايتردد عند مرضى القلب ومن يهتم بهم : يادكتور زيت السمك ومستخلصاته مثل أوميغا3:هل هو ضروري لحماية قلب كل شخص؟ هل يعالج جلطات القلب ؟ هل له اضرار؟ ان المادة الفعالة في زيت السمك هي الاوميغا 3 وعادة مايضاف لها فيتامين E لمنع التعفن...وكذلك من الممكن ان يضاف لها فيتامين ب1,ب6,ب12 وكالسيوم وحديد وبعض المعادن ....والاوميغا3: هي مجموعة تحتوي على 3 احماض دهنية ضرورية لعمل خلايا الجسم بالذات في الثدييات (ومن ضمنها الانسان) ولايصنعها الجسم بكميات كافية وهي يرمز لها ب ALA , DHA, EPA ....وهي توجد في الاسماك والمأكولات البحريه وتتوفر لمن يتناول على الاقل وجبتين من الاسماك أسبوعيا ويكون قد اخذ كميته الكافية منها. تأثيراته على القلب: بلا شك ان زيت السمك له تأثير على انزال الدهون الثلاثية ولكن هناك ثلاث نقاط مهمة وهي مربط الفرس في تناول الاوميغا 3 هل يقليل حدوث جلطات القلب؟ هل يقلل الوفيات القلبية؟ هل يعالج قصور القلب؟ والدراسات فى ذلك مختلفة...والحرب سجال بين مؤيد ومعارض ...... خصوصا في الدراسات الصغيرة العدد من المرضى والذين لم يتم متابعتهم وقتا طويلا .......ولكن اغلب الدراسات الاخيرة مثل origin اثبتت ان الاوميغا 3 لايحمي من جلطات القلب الحادة اوالوفيات القلبية او جلطات الدماغ وكانت هذه النتيجة صدمة!! لمن يعتقدون بقوة هذا الدواء في الوقاية من امراض القلب....حيث تم تقسيم اكثر من 12500 مريض في 40 دولة في العالم الى مجموعتين: الاولى تأخذ الاوميغا 3 بجرعة واحد جرام يوميا والثانية دواء وهميا (مافيه شيء) وتم متابعتهم لمدة 6 سنوات ....وكان هؤلاء المرضى مرضى سكر النوع الثاني او في مرحلة ماقبل السكر وهم اكثر من غيرهم عرضة لامراض القلب.... كذلك في دراسه استرالية شملت 63000 مريض لديهم فشل في القلب لم تقلل الاوميغا3 وفيات هؤلاء المرضى او دخولهم للمستشفيات اوعدم انتظام نبضات القلب لديهم ...وأخيرا في دراسة حديثه نشرت فيHeart Lung. 2013 May 25 33000 مريض تدرس نسبة تأثير زيت السمك على وفيات القلب وعدم انتظام نبضات القلب البطينية أثبتت ان تناول زيت السمك بانتظام لاينزل نسبة الوفيات في مرضى القلب ولاينزل نسبة الخفقات البطيني. اضراره المحتملة: اذا زاد الاستهلاك عن 3 جرام يوميا.....تزيد نسبة النزيف الدماغي ولذلك لايؤخذ مع مسيلات الدم الاخرى الا تحت اشراف طبي، وهو يزيد من نسبة الكلسترول الضار في بعض الدراسات وصلت الى 46%. وتقل نسبة التحكم بالسكري في مرضى السكر. والخلاصة أنه ليس هناك مكمل غذائي ينصح به للحماية او للعلاج من امراض شرايين القلب بل يجب ان يكون هناك تنظيم لهذه المكملات الغذائية أكثر فاعلية بإصدار نشرات دورية عنها وعن اضراها المحتملة وتفاعلها مع الادوية ومالها وماعليها حسب الدليل العلمي المحكم في ذلك الوقت....وننصح كل مريض بمناقشة كل مايستجد عنها مع طبيبه لأن الدليل العلمي في تطور دائم ومستمر.