حسب نشرة منظمة الصحة العالمية في عام 2008 فإن متوسط الاعمار الاحصائي المتوقع (عند الولادة ) للرجال في الخليج العربي هو حوالي 68 سنة وللنساء حوالي 73 سنة .وبما ان امراض القلب هي المسبب الأول للوفيات في العالم للرجال والنساء فأن منطقتنا ليست استثناء من ذلك ، أضف على ذلك أن 30% من مرضى القلب في العالم لايعلمون ان لديهم امراض قلب وقد تكون اول شكوى يشتكي منها المريض هي جلطة القلب الحادة !!! . ولذلك فنحن امام مرض منتشر وفي ازدياد مضطرد حسب الاحصائيات العلمية من منظمة الصحة العالمية بل وشديد المضاعفات ايضا ....ولذلك فإن الوقاية منه والفحص المبكر له افضل بكثير من مجرد علاجه وقت حدوثه سواء كان ذلك على مستوى الافراد ام الحكومات ومن نعم الله علينا أن هذا المرض المسبب لتصلب الشرايين وتكلسها... له خصائص متعددة : 1. 1.من السهل قياسه ومتابعة تطوره مع الزمن . 2. 2. من الممكن علاجه بالتحكم به وتخفيف مضاعفاته الى حد ما ...وان كان عالي التكلفه للاشخاص والحكومات على حد سواء . 3. 3. من السهل الوقايه منه لأن 90% من العوامل المسببة له يمكن التحكم بها وعلاجها كما في دراسة interheart . 4. 4.من السهل التنبؤ بحدوثه مستقبلا قبل ان يكون واقعا ملموسا في قلب المريض. وان كان الطب الحديث يحث على الفحص المبكر لسرطان الثدي والقولون الا انه الى الان لم يوافق حتى تاريخه على اجراء فحوصات الكشف المبكرعلى شرايين القلب في الذين هم عرضة لامراض الشرايين اذا لم يكن لديهم اعراض يشتكون منها (ماعدا حالات معينة لدرجة تكلس الشرايين في من ليس لديهم اعراض ) على الرغم من ان مجموع ماتحصده امراض القلب سنويا يعادل خمسة اضعاف ماتحصده سنويا سرطانات القولون والثدي والبروستات مجتمعة .........وهناك اسباب متعددة لذلك الموقف منها : 1.انتشار امراض شراين القلب في العالم اكبر بكثير من انتشار مرض السرطان ولذلك فالتكلفة المادية ستكون باهظة جدا لفحص جميع سكان العالم الذين هم عرضة لامراض شرايين القلب وليس لديهم اعراض .. 2.وسائل الوقاية من امراض شرايين القلب معروفة مقارنة بالسرطان وارخص واكثر فاعلية في الحماية من امراض شرايين القلب. 3.طرق العلاج متوفرة واكثر فاعلية مقارنة بعلاج امراض السرطان. ومن الناحية العلمية فإن عمر الانسان هو اقوى عامل يدل على وجود امراض شرايين القلب في من ليس لديهم اعراض مرضية حسب ماهو موثق في دراسة فرمنقهام ، حيث ان 96% من الوفيات القلبية تحدث في من هم فوق 55 سنة . وان كانت الجمعية الامريكية للقلب تنصح بأن تجرى الفحوصات للعوامل المسببة لامراض شرايين القلب في عمر العشرين سنة Circulation. 2004;109:3244- 55وعلى فترات منتظمة بعد ذلك وتعتمد تلك الفترة الدورية على عدد العوامل المسببة لامراض الشرايين لديك قبل تلك الفترة او اكتسبتها او تخلصت منها خلال تلك الفترة وخصوصا في المجتمعات التي ينتشر فيها مرض السكري والضغط وارتفاع الكلسترول وامراض القلب في مراحل مبكرة من العمر . الوقاية والفحص المبكر افضل بكثير من الانتظار حتى تحدث الجلطة القلبية اولا: البدء بتناول الاسبرين كواق اولي من الجلطات القلبية ان الاسبرين يخفض نسبة الحوادث القلبية بنسبة 15% في المرضى متوسطي وعالي النسبة بالاصابة بجلطات القلب والرأس حسب معادلة فرمنقهام الطبية وهي سهلة الاستخدام ومتواجدة على الانترنت لمن اراد حساب احتمالية اصابته بجلطات القلب والدماغ المستقبلية وبالتالي التعامل مع تلك الاحتمالية اذا كانت غير منخفضة (اكثر من 10% خلال عشر سنوات ) . وهناك حوالي 2% خلال عشر سنوات من استخدام الاسبرين من مخاطر النزيف المعدي وجلطات الدماغ النزيفية .ولاننصح بأخذ الاسبرين الا لمن كانت فيهم الفائدة من أخذه أعلى من مخاطر النزيف المحتملة في الرجال فوق الاربعين سنة والنساء فوق الخمسة وخمسين سنة والبديل المكافئ للاسبرين هو البلافكس وهو اقل تأثيرا على المعدة من الاسبرين ، ومن ضمن الخيارات الموجودة عند من يسبب لهم الاسبرين تقرحات المعدة هو تناول دواء من مجموعة PPI مثل بانوبرازول او ايسموبرازول ....الخ. وقد سئلت كثيرا عن الوقت المناسب لاخذه والجواب هو انه ليس هناك وقت معين تناول الاسبرين فيه افضل من غيره . ومن المهم معرفة انه ليس هناك دليلاً علمياً قوياً ان فائدة الاسبرين كواق اولي من الجلطات اكبر من ضرره بعد سن الثمانين في كلا الجنسبن . وعلى الرغم من وجود دراسات حديثه تنفي فائدة الاسبرين كواقي(علاج اولي) لجلطات القلب والرأس في بعض مجموعات المرضى الا ان الموقف المؤيد مازال هو الموقف الرسمي لجمعية القلب الامريكية .ويجب التنوية ان التفصيل اعلاه للاسبرين كواق اولي من الجلطات وليس كعلاج في من لديهم امراض شرايين او مايكافئها فشريحتهم بدون شك اكبر والقيود على اخذ الاسبرين اقل. امراض شرايين القلب هي المسبب الاول للوفيات في العالم ثانيا:فحص سمك الشريان العنقي ويقصد به قياس سمك بطانة احد شرايين الرقبهCIMT والطبيعي ان يكون سمك البطانه اقل من 1 ملم ومن غير الطبيعي ان يكون سمك البطانه اكبر من او يساوي 1 ملم او يكون هناك تضيق في شريان الرقبه سواء كان اكبر او اقل من 50% ......وتكمن اهميته انه دليل على احتمالية وجود تصلب وتضيق في شرايين القلب وبالتالي فهذا يحدد مستوى الكلسترول السئ الذي يجب الوصول اليه في ذلك المريض فمثلا من كان لديه تضيق في شريان الرقبه اكثر من 50% فيجب ان يكون لديه الكلسترول الضار اقل من 2 ملمول في اللتر او اقل من 70 ملغ في دسل ويجب ايضا اجراء تصوير القلب النووي له للبحث عن نقص تروية القلب و ان لم يستجب ذلك النقص لمحاولة العلاج بالادويه او كانت الدراسه ايجابيه وعالية المخاطر فيحول المريض للقسطره لمعرفة موقع وشدة الانسداد والتعامل معه . وينصح بإجراء قياس بطانة شريان الرقبه لما يلي: الرجال من 45-75 والنساء من 55-75 ليس لديهم اعراض ولديهم على الاقل عامل واحد من العوامل المسببة لامراض شرايين القلب مثل (السكري ،التدخين ، ارتفاع الضغط المزمن،ارتفاع الكلسترول، تواجد امراض القلب في العائلة او السمنة المتركزة حول البطنmetabolic syndrome ) ولاينصح به من لديهم مايكافئ امراض شرايين القلب مثل المرضى الذين لديهم (جلطة الرأس،الفشل الكلوي،انسداد شرايين الارجل ،او لديهم تكلس في الشرايين اكثر من 400 درجة اجاستن، تضخم عضلة القلب LVH) لأن هؤلاء المرضى يجب معالجتهم كمن لديهم انسداد في شرايين القلب عموما. ثالثأ: قياس الضغط وفحص السكر والكلسترول ان فحص سكر الدم والكلسترول والضغط مهم صحيا لكل شخص وصل العشرين سنة ثم دوريا بعد ذلك كل شخص حسب العوامل التي يكتسبها (او يتخلص منها مثل التدخين ) خلال حياته. رابعا : فيتامين E وحمايتها للقلب !؟ هناك اعتقاد عام عند بعض الناس بأن الفيتامينات وبالذات فيتامين E هي اكسير الحياة وهي من اسباب اطالة العمر ومنع الجلطات القلبية والوفاة المفاجئة والحقيقة ان هذا مفهوم قديم لم يثبت علميا بل واثبتت الدراسات الحديثه مثل HOPE عدم صحته . وللحديث بقيه...... تضيق شريان الرقبة الداخلي اكثر من 50% يجب ان يعتبر مكافئا لمرض شرايين القلب في الخطورة واهمية العلاج واهدافه