يقال «العقل السليم في الجسم السليم»، وما العقل والقلب إلا عضوان من الأعضاء التي خلقها الله تعالى لتنبض بدماء الصحة، وأين العقل من قلب انغمس في ملذّات الحياة، فقد كثرت في زمننا هذا وسائل الراحة وقلّت الحركة، وتنوعت المطاعم بما لذّ وطاب، لتأخذنا بلذّة الآن وتنسينا خطر الغد، وكلها عوامل تمثل خطراً على الصحة بشكل عام، وعلى القلب بشكل خاص. وثبت منذ فترة طويلة أن الأوميغا 3 يؤمّن الحماية من أمراض القلب، فهو عبارة عن دهون غير مشبعة توجد في السمك، أو على شكل أقراص دوائية تساعد على خفض نسبة المادة الدهنية (الدهون الثلاثية) في الدم، بالتالي تقليل خطر تكون التجمعات الدهنية، وقد أوصت به جمعية القلب الأمريكية. كما أثبتت الدراسات العلمية أن الأسبيرين (المتعارف عليه بالعامية «أسبيرين الأطفال»)، يقلل من خطورة الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية ومشكلات سيولة الدم، إذا ما استخدم تحت الإشراف الطبي. والسؤال الأهم في هذا الموضوع، هل الأسبيرين الخيار الصحيح لك أم لا؟ والجواب أن الطبيب هو الشخص المؤهل لاتخاذ هذا القرار، بعد الأخذ بعين الاعتبار عوامل عديدة تخص المريض منها: التاريخ الطبي له ولأفراد عائلته، الاستفسار عن أي أدوية أخرى يتناولها بوصفة، أو بدون وصفة طبية، لمنع التداخلات الدوائية، واستخدام أي مكملات غذائية، مثل الفيتامينات، أو الأعشاب، وجود تحسس لدى المريض من الأسبيرين، موازنة الفائدة التي ستعم على المريض من استخدام الأسبيرين بالأضرار الجانبية الممكنة له (منها خطر سيولة الدم والنزيف)، أي بدائل علاجية أخرى، والجرعة والطريقة المثلى لاستخدام الأسبيرين. من جانب آخر، لا يمكن إغفال الوقاية التي هي خير من العلاج، فيما يتعلق بأمراض القلب، من ذلك: إتباع نظام غذائي صحي للقلب متعارف عليه باسم (داش DASH) بالتنسيق مع الطبيب، ممارسة التمارين الرياضية والمحافظة على الوزن الصحي، تجنّب التدخين، والقيام بالفحوصات الطبية المنتظمة لضغط الدم، ومستوى الكولسترول، وسكر الدم. أخيراً: إن الاهتمام بالوقاية من جانب المريض، وتناول العلاجات الموصوفة من قبل مقدم الرعاية الصحية أمر غاية في الأهمية، فقلبك دليل صحتك. والحل في يدك، فلتبادر بتغيير نمط حياتك إلى الأفضل.