على مدى تاريخها الطويل عُرف عن المملكة مواقفها الإيجابية العادلة تجاه القضايا العربية والعالمية. مواقف أساسها إحقاق الحق والوقوف ضد الباطل. كانت المملكة ولا تزال نموذجاًً يحتذى في التآزر والوقوف مع كل مستحق للنصرة والدعم منذ عهد المؤسس يرحمه الله جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود وإلى اليوم، وكل ما صدر من تصريحات وأعلن من مواقف أكسبت المملكة ثقلاًً دولياًً وجعلها في مصاف الدول التي لا تظهر خلاف ما تبطنه، وأكد هذه السياسة الملوك والأمراء ورجال السياسة والفكر في كل محفل أو ملتقى دولي. الاسبوع الماضي شهد تطورات جاءت إيجاباًً في ما نتحدث عنه، وأكدت أن المملكة لا يمكن لها أن تتخذ موقفاًً أو تتبنى فكراًً بمعزل عن الأعراف والتقاليد الدولية معتمدة قبل كل شيء على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. موقف المملكة من ما يسمى بحزب الله وقادته، وموقفها من نصر الله كان على الدوام يؤكد أن هناك خطأ وجنوحا عن الحقيقة ودعما للدمار والهلاك، من قبل الحزب ومناصريه. واجهت المملكة في موقفها هذا الكثير من الانتقادات من أشخاص سواءً على الصعيد السياسي أو الديني، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. الشيخ القرضاوي كان ينتقد مواقف علماء المملكة تجاه نصر الله ويتعاطف معه مستنداًً في ذلك إلى توجهات وتصرفات ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، ولكن اليوم وفي تصريحات على الملأ يعلن الشيخ القرضاوي تراجعه وأن منهجه كان خاطئاًً وأن علماء المملكة ومشايخها كان معهم الحق في كل ما قالوه ووصفوا به ما يسمى بحزب الله ونصر الله. لا يمكن لأحد يتابع عن قرب تطورات الأحداث على الساحة السورية ويخالجه أدنى شك في أن الكثير مما يتعرض له أبناء الشعب السوري من قتل وتشريد إنما هو نتيجة حتمية للتعاون بين النظام السوري وحزب الله في كافة المجالات وفي مقدمتها المجالات العسكرية. نحن هنا أمام تحول كبير في اتخاذ المواقف وتبني السياسات، تحول يؤكد على أمرين مهمين : أحدهما أن علماء المملكة ولله الحمد ستظل مواقفهم وفتاواهم بعيدة عن كل شك أو مصالح خاصة، والأمر الآخر أن هناك صحوة وتحولا في الموقف الدولي والديني من كافة المعنيين والساسة والعلماء. موقف يؤكد أن هناك مؤامرة تحاك في الخفاء ضد سورية وشعبها وأنه لا بد من اتخاذ مواقف كفيلة بردع المعتدي ونصرة المظلوم. يوماًً بعد يوم سينكشف القناع أكثر عن إيران وعن ما يسمى بحزب الله وعن المدعو نصر الله، وسيعرف الجميع أن تراجع الشيخ القرضاوي عن مواقفه السابقة إنما هو بداية تصحيح مسار الكثير من المخطئين في مواقفهم الداعمة للظلم والعدوان، وكما أوضح سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بأن ساسة وعلماء الأمة مدعوون إلى أن يتخذوا من حزب الله الطائفي المقيت، ومن يقف وراءه خطوات فعلية تردعه عن هذا العدوان، فقد انكشف بما لا يدع مجالاًً للشك أنه حزب عميل لا يرقب في مؤمن إلاًً ولا ذمة..