كد الرئيس المصري محمد مرسي حرصه على ألا تمس "قطرة واحدة من مياه النيل" وحرصه أيضا على عدم المساس بحصة مصر و"منع الضرر كاملا". وقال مرسي في حوار مع صحيفة "الأهرام" "إننا حريصون على ألا تمس قطرة واحدة من مياه النيل واستراتيجية التعامل هي التواصل مع إثيوبيا حكومة وشعبًا لكي نمنع أي ضرر حتى على الشعب السوداني الشقيق". وأضاف "هذا القدر من الحرص يجعلنا نستخدم في ذلك كل الوسائل والسبل سواء مع اثيوبيا والسودان أو مع باقي دول حوض النيل". وتابع: "موقفنا ينطلق من عدم المساس بحصة مصر ومنع الضرر كاملا والحوار يدور الآن حول تفاصيل كثيرة فالمعلومات الواردة منهم ليست كافية ونحن نتحدث عن شعب صديق المفترض أن يحرص على مصلحة مصر كما تحرص مصر على مصلحته". وبدأت إثيوبيا الثلاثاء قبل الماضي تحويل مجرى رافد النيل الأزرق تمهيدا لبدء العملية الفعلية لبناء سد النهضة. وفيما يتعلق بمشكلة الكهرباء في مصر، قال مرسي "ليس لدينا مشكلة في توفير الكهرباء ولكن المشكلة في توفير الوقود، النظام السابق أفرز منظومة غريبة تصدر غازا رخيص الثمن ونستورد غازا بأسعار أعلى على الأقل ثلاثة أضعاف". وأضاف "استيراد السلع والوقود يحتاج إلى عملة صعبة وهذا أمر ليس سهلا أيضا استنزفت العملة الصعبة في أمور أخرى ومسائل غير أساسية لفساد النظام القديم وهذا تحد صعب أيضا". وردا على سؤال يتعلق بنظرته للدعوة لمظاهرات في 30 حزيران/يونيو الجاري للاطاحة بنظامه، أكد مرسي أن "التعبير عن الرأي والعمل السلمي والحرية الكاملة للجميع وإعلاء الصوت بالرأي الآخر وتقديم النصح والمشورة أمر لا يقلقه بل على العكس يسعده أما الخروج على القانون أو استخدام العنف أو الترويج له فلن يقبل ولن يسمح به". وقال مرسي "نحن دولة فيها دستور وقانون وأجرينا انتخابات حرة ونزيهة والحديث عن انتخابات رئاسية مبكرة أمر عبثى وغير مشروع فهذا مخالف للقانون والدستور والعرف والإرادة الشعبية". وفي معرض تعليقه على الحكم الصادر بشأن قضية التمويل الأجنبي، قال مرسي "إنها قضية قديمة وأبعادها ووقائعها تمت قبل انتخابات الرئاسة وبالتالي القضاء أخذ مجراه ونحن نقول إنه مستقل وقادر على أن يصدر أحكامه بشكل موضوعي وقادر على أن يحقق العدالة". وحول ملف شبه جزيرة سيناء، أوضح مرسي أن "استراتيجية التعامل مع سيناء تنطلق من محورين: الأول تنموي والآخر امني.. فمن حق أبناء سيناء أن تكون حياتهم آمنة وأن يتبوأ أبناؤهم مواقع متميزة". وفي معرض رده على سؤال حول اتهامات للسلطة الرسمية بالتستر على قضايا مثل قتل الجنود في رفح أو اختطافهم في العريش، قال الرئيس المصري إن عدم إعلان التحقيقات لا يعني أنه لا توجد شفافية "وعندما تكتمل التحقيقات نعلن تفاصيلها والقضية الأخيرة كلما وصلنا إلى شيء يتم الإعلان عنه حتى لا نظلم أحدا أو يؤخذ أحد بجريرة آخر وإن الإعلان عن التفاصيل أثناء التحقيقات يضر ولا ينفع فالدولة المصرية كبيرة". وعن نظرته لتأثير ما يحدث في تركيا الآن على الأوضاع في مصر، قال الرئيس "ما يحدث في تركيا شأن داخلي ولا أرى علاقة له بمصر". أما عن علاقات مصر الخارجية، فأضاف الرئيس: "نحن نتحرك فى السياسة الخارجية انطلاقًا من ثلاث قواعد أساسية هي: التوازن والندية وتحقيق المصلحة المتبادلة". وبالنسبة للعلاقات مع الولاياتالمتحدة ومدى التدخل الأمريكي في صناعة القرار المصري، قال الرئيس إن الولاياتالمتحدة دولة كبيرة ولها معايير السياسة الخارجية المصرية نفسها ونحن حريصون على العلاقة الجيدة معها. وتابع: "قد لا نكون متطابقين في الرأي في بعض القضايا مثل السلام في الشرق الأوسط.. إلا أننى أراهم يحترمون إرادة الشعب المصري ويتعاملون مع القيادة المصرية على أنها نتاج الديمقراطية فلا يوجد تدخل من أي نوع". وأكد الرئيس أن زيارته للولايات المتحدة مسألة ترتيب ليس أكثر، مضيفا "كانوا منشغلين حتى نهاية العام الماضي بالانتخابات الرئاسية ولكن ليس هناك ما يمنع الآن من القيام بزيارة". أما عن القضية الفلسطينة والعلاقات مع إسرائيل، فقال مرسي إن "القضية الفلسطينية كانت وستبقى عقل الشعب المصري ووجدانه ونحن لا نتخذ قرارات بالنيابة عنهم وإنما هم يقررون ونحن ندعمهم سواء في المحافل الدولية أو بفتح الحدود وندعم أيضا حكومتهم في رام الله، ونرعى مصالحهم، فقضيتهم بالنسبة لنا محورية". وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال مرسي إنه لم يحدث أي تغيير في الموقف المصري تجاه الأزمة. وأضاف "بل نحن أكثر إصرارا على تغيير هذا النظام بعد ما ارتكبه من جرائم في حق شعبه ولا بد أن يحصل الشعب هناك على حقه كاملا ويمتلك إرادته كاملة أيضا".