أعلن الرئيس المصري محمد مرسي، أن الثورة المصرية التي قامت ضد الفساد والهيمنة والديكتاتورية "لم تحقق كامل أهدافها بعد"، محملاً النظام السابق مسؤولية المشكلات التي يعاني منها المواطن حالياً. وقال مرسي، في مقابلة مع صحيفة الأهرام المصرية نشرتها اليوم الجمعة، إن "الأمل دائماً موجود في الله، الذي وفَّق الثورة التي قامت ضد الفساد والهيمنة والديكتاتورية، ونسأل الله أن تكتمل لتحقيق أهداف أبناء مصر، وما تستحقه مصر من تقدم وارتقاء في سُلم الحضارة". وأشار الرئيس المصري إلى أنه "بمرور عام على توليه مسؤولية الرئاسة، مازال الأمل يملأ صدور المصريين، ولكن المسألة تحتاج إلى جهد وعمل مكثف من خلال محورين، الأول هو التعامل مع المشكلات الآنية، والثاني محور التنمية الحقيقية". ورفض مرسي الدعوات التي تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، واصفاً تلك الدعوى ب"العبثية وغير المشروعة"، لافتاً إلى أنه "يأخذ الحديث عن الانتخابات الرئاسية المبكرة في إطار حرية الرأي، ولكنها لا تمثل على الإطلاق أي نوع من أنواع الحقيقة التي يمكن التحدث عنها بشكل شرعي أو قانوني، فهذا مخالف للقانون والدستور والعرف والإرادة الشعبية". وأكد مرسي أنه "يُقر" بالحق في التعبير عن الرأي والعمل السلمي وإعلاء الصوت بالرأي الآخر وبالنقد البنَّاء وتقديم النصح والمشورة"، غير أنه شدَّد على أنه "لا يمكن أن نسمح بالعنف أو التعدي على مؤسسات الدولة وحركة المواطنين، فأي اعتداء عليها يمثل جريمة ستواجه بالقانون". وقد حمَّل مرسي النظام السابق المسؤولية الكاملة عن "المشكلات التي يعانيها الشعب المصري حالياً، ومنها مشكلة الكهرباء والطاقة"، وقال إنه "ليس لدينا مشكلة في توفير الكهرباء، إنما المشكلة في توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء"، معتبراً "أن النظام السابق أفرز منظومة غريبة، وهي أن نُصدر غازاً رخيص الثمن ونستورد غازاً بأسعار أعلى ثلاثة أضعاف على الأقل". وقال مرسي إن "عاماً قارب على الانتهاء، وشهد الناس أننا لا نستخدم أي إجراءات استثنائية، وبالتالي لا مجال على الإطلاق لنرى أي تجاوز، لا بد أن يأخذ المواطن حقه، فنحن دولة قانون مستقرة ونحترم القانون وسنطبقه بكل حزم". ولفت إلى أن "النهوض بالمسائل الأمنية على اختلاف مستوياتها، يحتاج إلى موارد كثيرة ووقت، يحتاج إلى النهوض بالجهاز نفسه من داخله، ونحن نعالج هذا، والمسؤولون عن ذلك يعملون الآن ليل نهار لتحقيق الاستقرار الأمني، وهذا مطلب من مطالب الثورة". وحول الأوضاع في سيناء قال الرئيس المصري إن "استراتيجية التعامل مع سيناء تنطلق من محورين الأول تنموي نتعمق في دراسته نظراً لأهميته لناحية الخدمات التعليمية أو الصحية أو حفر الآبار، أما المحور الأمني فيتعلق بأمن أهل سيناء والمقيمين، وأمن الحدود، ونحن من خلاله نتعامل بمنتهى الحزم والقوة، لكي نضمن لأبناء سيناء حياة هادئة". وشدَّد مرسي على أن "القضية الفلسطينية كانت وستبقى في عقل الشعب المصري ووجدانه، ونحن لا نتخذ قرارات بالنيابة عنهم، وإنما هم يقررون ونحن ندعمهم سواء في المحافل الدولية أو بفتح الحدود، وندعم أيضاً حكومتهم في رام الله ونرعى مصالحهم". وأعرب الرئيس المصري عن تمسك بلاده "بمنظومة المنطقة، وباتفاقية السلام مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن "مصر دولة كبيرة تحترم الاتفاقيات، لكننا نرصد ولا نسمح بأي تجاوز أو عدوان يتجاوز هذه الاتفاقية بحال من الأحوال". وحول الأزمة القائمة في سورية، قال مرسي "نحن أكثر إصراراً على تغيير النظام السوري بعد ما ارتكبه من جرائم في حق شعبه، ونحن ندعم الشعب السوري، وإراقة دمائهم تؤلمنا جميعاً، ولا بد أن يحصل الشعب هناك على حقه كاملاً ويمتلك إرادته كاملة أيضاً". ورداً على سؤال حول مدى التدخل الأميركي في صناعة القرار المصري، ولماذا لم يقم بزيارة رسمية إلى الولاياتالمتحدة حتى الآن، قال مرسي إن "الولاياتالمتحدة دولة كبيرة ولها معايير السياسة الخارجية المصرية نفسها، ونحن حريصون على العلاقة الجيدة معها وحريصون على أن تقوم بدورها في العالم بشكل فعال، وبالتالي فإن محددات وعناصر التعامل معها تنطلق من تقوية هذه العلاقات بالتوافق في كثير من الأمور". وأضاف "قد لا نكون متطابقين في الرأي في بعض القضايا مثل السلام في الشرق الأوسط، إلا أنني أراهم يحترمون إرادة الشعب المصري ويتعاملون مع القيادة المصرية علي أنها نتاج الديمقراطية فلا يوجد تدخل من أي نوع". وأضاف إن "موضوع الزيارة مسألة ترتيب ليس أكثر، إذ كان الأميركيون منشغلين بالانتخابات الرئاسية، ولكن ليس هناك ما يمنع الآن من القيام بزيارة، وقد تحدث في المستقبل القريب".