طالبت مجموعة تمثل المتظاهرين الاتراك امس الحكومة باقالة قادة الشرطة في اسطنبولوانقرة ومدن اخرى قامت فيها الشرطة في الايام الماضية بقمع عنيف للتظاهرات المناهضة لحكومة رجب طيب اردوغان. وقال المتحدث باسم المتظاهرين ايوب مومجو للصحافيين اثناء تلاوته لائحة مطالب بعد لقائه نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج في انقرة "نطالب باقالة قادة الشرطة هؤلاء المسؤولين عن العنف والضغط". وسلم ممثلو المتظاهرين وكلهم من المجتمع المدني ارينج لائحة مطالب. ومن بين المطالب "الافراج عن كل المتظاهرين الذين اوقفوا منذ بدء حركة الاحتجاج والتخلي عن المشروع المدني المثير للجدل المتعلق بساحة تقسيم في اسطنبول" والذي كان وراء اندلاع التظاهرات. ويطالب المتظاهرون ايضا بأن لا تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع وبأن تحترم حرية التعبير في تركيا. وأكد المتحدث ان رد الحكومة على هذه المطالب سيحدد مصير حركة الاحتجاج. هذا وستنضم نقابتان بارزتان الى المتظاهرين المطالبين باستقالة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. حيث اعلن اتحاد نقابات القطاع العام واتحاد نقابات العمال الثوريين اليساريان عن مسيرات احتجاج واضرابات في كبرى مدن البلاد. وفي انتظار عودة اردوغان الخميس من زيارة رسمية الى دول المغرب العربي، يبقى المحتجون مصممين اكثر من اي وقت مضى على اظهار قوتهم رغم "الاعتذارات" التي قدمها نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج للمصابين ضحايا العنف الذي مارسته الشرطة في الايام الماضية. وقال كرم اليغيل الطالب المتظاهر لوكالة فرانس برس امس "نريد اعتذارات من رئيس الوزراء اردوغان. ونريد الافراج عن كل الاشخاص الذين اوقفوا. ونريد استقالة حاكم اسطنبول وقائد الشرطة ورئيس الوزراء". واضاف "نريد كل هذه الامور وبعد ذلك فقط سنفكر في وقف التظاهر". وفي ازمير (غرب) اوقفت الشرطة ما لا يقل عن 25 شخصا صباح أمس بتهمة بث تغريدات على موقع تويتر تتضمن "معلومات مضللة وكاذبة"، على ما ذكرت وكالة انباء الاناضول الرسمية. وكان نائب رئيس الحكومة اعترف الثلاثاء ب"شرعية" مطالب المتظاهرين وقدم اعتذاره لسقوط جرحى مبديا اسفه للاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة، في بادرة اثنت عليها الولاياتالمتحدة. غير ان ذلك لم يخمد غضب المحتجين الذي تجمعوا بالالاف في ساحة تقسيم في اسطنبول لليوم السادس على التوالي امس متحدين اردوغان الذي وصفهم في وقت سابق بانهم "متطرفون" و"مثيرو شغب". وهتفت الحشود "مثيرو الشغب هنا! أين طيب؟". واندلعت موجة الاحتجاجات الجمعة بعدما استخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين كانوا يحتجون سلميا على مخطط لازالة حديقة عامة في اسطنبول، وتحولت فيما بعد الى حركة احتجاج واسعة ضد سياسات حكومة اردوغان، عمت عشرات المدن. واعلن ارينج الثلاثاء "اقدم اعتذاري للذين تعرضوا للعنف بسبب تعاطفهم مع البيئة" مستثنيا من اعتذاراته "مثيري الشغب الذين الحقوا اضرارا في الشوارع وحاولوا اعاقة حرية الناس". من جهتها رحبت الولاياتالمتحدة باعتذار نائب رئيس الوزراء بعدما ابدت قلقها من الاستخدام "المفرط" للقوة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "نرحب بتصريحات نائب رئيس الوزراء الذي قدم اعتذارا على الاستخدام المفرط للقوة ونحن نواصل الترحيب بالدعوات الى اجراء تحقيق في هذه الاحداث". وانضمت الاممالمتحدة الى الولاياتالمتحدة وشركائها الغربيين الاخرين للتعبير عن قلقها للمعلومات الواردة بشان اعمال عنف ترتكبها الشرطة، ودعت الى تحقيق مستقل في هذه المسألة. من جهتها دانت الدول الغربية التي فوجئت بحجم التظاهرات في تركيا، استخدام العنف المفرط من قبل الشرطة فيما شددت بحذر على ضرورة عودة الهدوء واجراء حوار في بلد تعتبرها حليفا اقليميا اساسيا. وقال يان تيشاو مدير معهد كارنيغي اوروبا "هناك امل صامت بان كل هذا سيعني العودة الى التعقل والى نهج ليبرالي اكثر في تركيا"، مضيفا ان "السؤال المطروح هو ما اذا كان هذا الامر يمكن ان يحصل في ظل حكم (رئيس الوزراء رجب طيب) اردوغان". وتركيا العضو في حلف شمال الاطلسي الذي يضم 28 دولة والمرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي منذ فترة طويلة، تعتبر لاعبا اساسيا في المنطقة على الدوام لكنها الان ترتدي اهمية اكبر بسبب قربها من سوريا التي تشهد نزاعا منذ اكثر من سنتين. وقالت وزيرة خارجية ايطاليا ايما بونينو الثلاثاء "نحن واثقون ان تركيا ستتجاوز هذه الاوقات العصيبة وتثبت انها ديموقراطية ناضجة". واضافت ان "ايطاليا لا تزال تؤمن بشدة بآفاق تركيا الاوروبية" في اشارة الى ترشيح تركيا المتعثر للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وتكررت هذه التعليقات في انحاء العواصم الاوروبية في الايام الماضية. استمرار الاحتجاجات ضد الحكومة التركية لليوم السادس (رويترز)