منذ حوالي شهر ونحن لا نزال في شهر مايو كانت الحرارة ملتهبة مساء، ملتهبة والرطوبة قاتلة تشعرك بالاختناق المباشر فوراً، أما في الظهيرة فحدث ولا حرج الحرارة قد تصل إلى 50 درجة رغم انني أصر على سماع النشرات الجوية التي تقول إن الحرارة في جدةومكة 45 درجة مئوية وما فوق وهي تظل مفتوحة، بمعنى أنها قد ترتفع، وجدة بالتحديد الرطوبة أيضاً فيها عالية وخانقة، ولا تجد نسمة هواء تتنفسها إذا خرجت بعيداً عن دائرة التكييف. ورغم التسليم والامتثال لما نحن عليه والرضا بما كتبه الله علينا في منطقتنا الحارة، والتحمد على نعمة ثبات الحرارة على ذلك، إلا أنه يظل في إطار ما لا نعرف ما هو قادم وحيث إن القادم أقوى وأكثر عذاباً، فإن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أعلنت أن كتلة هوائية شديدة الحرارة ستتأثر بها مناطق غرب المملكة ابتداء من يوم الأحد الماضي وحتى يوم الجمعة غدا، بمعنى أن للحرارة بقية وأن القيظ قادم. يوم السبت الماضي تعدت الحرارة في مكة ورابغ 49، يعني 50 درجة، وجدة والمدينة 47 درجة مئوية . هذا القيظ القاتل والذي قد يقال إننا تعودنا عليه كل عام، وهذا غير صحيح لان الحرارة تزداد والتقلبات المناخية أصبحت متغيرة وغير متوقعة، يجعل من وسائل التبريد في المنازل غير مجدية، اما السيارات فالصعود إليها في عز الظهيرة كارثة حيث تزداد الحرارة داخلها إذا كانت تقف في منطقة مكشوفة وحرارة الشمس تضرب بها، وحتى تشغيل المكيف في البداية لا يؤثر في تلك الشمس الحارقة التي ضربت في الداخل وتضطر إلى فتح الزجاج لإخراج تلك النسمات الحارقة ليعود الناس إلى المنازل مغسولين من الحرارة والعرق المتصبب.. لكن ماذا عن العمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة التي قد تصل إلى 50 درجة ؟ اذكر أن هناك قرارا صدر منذ سنوات بعدم تشغيل العمالة في أشهر يوليه وأغسطس من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الرابعة عصراً في دول الخليج نظراً لارتفاع درجات الحرارة، وإمكانية إصابة هؤلاء العمال المساكين بضربات شمس ومفارقة الحياة فوراً ، لكن هل طبقت كل الجهات القرار؟ لأنه من غير الممكن وفي هذه الأجواء القاتلة نجد عمالاً يحفرون عند الواحدة ظهراً أو يتسلقون بناية، او مشروع، لإنجاز عمل، حقوق هؤلاء العمال يفترض أن تتابعها جمعيات حقوق الإنسان وتدافع عنها، لأن كل عامل يموت في ذمة من كلفه بعمل في هذا الجو الخانق، والذي يستحيل المشي فيه لدقائق، فما بالك بالعمل لساعات في عز الهجير. لكن كيف لنا ان نواجه هذا الصيف القاتل، البعض سوف يسافر؟ لكن قد يعود والحرارة كما هي لم تتغير بل ستكون أشد وطأة في اغسطس، ومن سيختبئ في منزله سيعود وسيخرج ولن يبقى مختبئاً فقط كما ينصح الأطباء الذين لسعتهم الحرارة الملتهبة الإكثار من شرب السوائل واستخدام المظلات لحماية الرؤوس من ضربات الشمس التي من الممكن أن تتلف خلايا الجهاز العصبي في مؤخرة الرأس والرقبة ما يؤدي إلى اختلال خلايا المخ، وبالتالي على الناس تجنب التعرض لأشعة الشمس كذلك الحرص على تناول الأملاح لتعويض الفاقد من الأملاح الغذائية التي قد يؤدي نقصها إلى تشنجات في العضلات، والابتعاد عن شرب الماء المثلج الذي قد يؤدي إلى التهابات في الحلق، وارتباكات معوية والاكتفاء بشرب الماء البارد فقط والإكثار من العصائر والسوائل التي تعوض الفاقد من الماء عن طريق العرق.. وقانا الله وإياكم حر الآخرة وساعدنا على حر الدنيا ولهيبها..