تخطت، أمس، درجة الحرارة العظمي في مكةالمكرمة ال 48 درجة مئوية حسب موقع الأرصاد على الشبكة العنكبوتية، الأمر الذي جعل العديد ممن يعملون في الأماكن المكشوفة، إضافة لزوار بيت الله الحرام، يلجأون في أوقات الظهيرة إلى الاستعانة بمظلات واقية من حرارة الشمس أو برشق الماء على الرأس. إلى ذلك، حذر عدد من الأطباء الأخصائيين من تأثير الارتفاع الشديد للحرارة على العيون والجلد والانف والأذن والحنجرة، خصوصا من تأثير التعرض المباشر لأشعة الشمس على الرأس، ما يؤدي إلى إتلاف بعض خلايا الجهاز العصبي. ومن جهته، حذر أستاذ مساعد أمراض العيون الدكتور أسامة محمد من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على العيون، والذي يؤدي إلى جفافها واحمرارها مع إحساس بالرغبة في الهرش أو الحكة، إضافة إلى عدم وضوح الرؤية وتأثير ذلك على حيوية الأنسجة، وبخاصة غشاء القرنية، ناصحا بارتداء النظارات ذات التقنية العالية التي تقي من أشعة الشمس ولتقليل نسبة الفاقد في الدموع أو استخدام قطرات دموع صناعية أو تركيب صمامات للدموع، خاصة عند كبار السن الأكثر عرضة للإصابة بالجفاف من غيرهم، مشيرا إلى بعض أمراض الصيف التي تصيب العيون مثل الحساسية والرمد الربيعي، وموضحا أن أمراض العيون في الصيف ترجع إلى التعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تؤدي إلى تهيج الغشاء المخاطي للجفون وخروج إفرازات، كما يمكن أن تظهر المياه البيضاء على العين بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى خطورة استخدام العدسات اللاصقة في الحر، حيث يقل تقبل العين لها في هذه الظروف. وفى ذات السياق، أكد مختص بأمراض الأنف والأذن والحنجرة بجامعة أم القري أن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، خصوصا في أوقات الظهيرة، خطر يهدد الأنف والأذن والحنجرة، محذرا من عدم الخروج طويلا في أوقات الظهيرة إلا للضرورة القصوى، موضحا أن الحرارة العالية تثير حساسية الأنف، وبخاصة لدى مرضى الحساسية وإصابتهم بنوبات عطس شديدة مع إفرازات مائية وانسداد فى فتحتي الأنف مع الإحساس بصداع شديد، مبينا أن مرضى النزيف المتكرر هم ممن يتعرضون للحرارة المرتفعة، حيث يمكن الإصابة بالنزيف الحاد من الأنف. وأشار عدد من أخصائيي الأمراض الباطنية والمناعة بمكةالمكرمة إلى تأثير الموجات الحارة على أجهزة الجسم، لافتين إلى أن هناك دراسة أعدها أطباء في مصر أكدو فيها أن أول شيء يتعرض له الإنسان بسبب ارتفاع درجات الحرارة هو ضربة الشمس، خصوصا في مؤخرة الرأس وتأثير ذلك على إتلاف خلايا الجهاز العصبي في مؤخرة الرأس والرقبة، وذكروا أن إتلاف هذه الخلايا يؤدي إلى اختلال وظائف المخ، حيث تتحكم الخلايا في الجهاز العصبي، فيما يؤدي تلفها إلى الشعور بارتفاع درجة الحرارة مع الرغبة في القيء وألم شديد وصداع في الرأس مع موجة من النعاس والهبوط الحاد، وفى حالات عديدة يؤدي إلى حدوث غياب تام للوعى وغيبوبة خاصة لدى كبار السن والأطفال، محذرين من خطورة الحرارة على مرضى القلب، حيث يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى زيادة لزوجة الدم وزيادة معدل ضربات القلب، ناصحين بتناول السوائل وتجنب التعرض لأشعة الشمس، مع تناول أملاح لتعويض الفاقد من الأملاح الغذائية التي يؤدي نقصها إلى تشنجات وتقلصات في العضلات. كما حذروا من خطورة شرب الماء المثلج الذي قد يؤدي لالتهابات في الحلق وارتباكات معوية، ناصحين بشرب الماء البارد فقط، مع الإكثار من العصائر والسوائل التي تعوض الفاقد من الماء عن طريق العرق.