تختلف عدد ساعات النوم الطبيعي من شخص لآخر، فلا يحتاج بعض الأشخاص إلا لخمس ساعات أو أقل للحصول على الراحة المطلوبة من النوم، بينما يحتاج آخرون لثمان ساعات على الأقل. كما هو معلوم فإن الامر الطبيعي ان يعمل الانسان في النهار وينام في الليل، وقد هيأ المولى سبحانه وتعالى جسم الانسان وهرموناته لاتباع هذا النظام وذكر ذلك في كتابه العزيز "وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا" (النبأ: 9-11)، إلا ان بعض الاشخاص يضطرون للعمل ليلا والنوم نهاراً مما قد يسبب اضطرابا في النوم عند بعضهم. يعرف الأرق بأنه صعوبة بدء النوم أو صعوبة استمراره دون تقطع أو الاستيقاظ مبكرا قبل الوقت المرغوب به، مما يؤدي إلى عدم الحصول على الهمة والنشاط المطلوبين، ويحصل الأرق رغم توفر الوقت الكافي والفرصة المناسبة للنوم، وينتج عن الأرق مشاكل متعددة منها التعب والارهاق أثناء النهار والشعور الدائم بالنعاس وضعف التركيز والقلق والعصبية الزائدة وفتور الهمة، كما انه من أهم أسباب الأخطاء أثناء العمل وحوادث السير التي قد تكون قاتلة، ويؤثر الأرق على علاقة الشخص بالآخرين وادائة الوظيفي كما انه قد يؤدي إلى بعض الأعراض الأخرى كالصداع والتلبك المعوي، وقد يجعل المريض دائم التفكير في كيفية التخلص منه والخوف من مشاكله مما يفاقم من الوضع ويجعله مستعصياً على الحل. قد يكون الأرق مؤقتاً يحدث لسبب واضح ويزول بزواله، ومن الأسباب المؤدية إلى هذا النوع من الأرق وجود مشاكل في العمل أو في البيت، او فقدان عزيز أو مرض أو جراحة مترافقة مع آلام، كما قد ينتج الأرق عن استخدام بعض المنبهات كالكافيين أو أنواع معينة من الأدوية، ويحدث بسبب السفر مسافات طويلة ووجود فرق في التوقيت بين المكانين مما يتطلب وقتاً للتأقلم مع هذا الظرف الجديد. أما الأرق المزمن فيحصل عندما يستمر لأكثر من شهر وقد لا يترافق هذا النوع مع أمراض أخرى بل يكون مرضاً مستقلاً بذاته إلا انه غالباً ما يكون عرضاً لأمراض نفسية أخرى كالقلق والاكتئاب ونوبات الهلع أو يكون عرضاً مرافقاً لبعض الأمراض الجسدية المزمنة خصوصاً تلك التي تسبب آلاماً شديدة أو تلك التي تسبب صعوبة في التنفس كأمراض القلب والرئة، كما قد يترافق الأرق مع اضطرابات أخرى في النوم كانقطاع النفس أثناء النوم وحركات الأطراف اللاارادية، وقد تسبب بعض الأدوية والمخدرات والكحول أرقاً مزمناً. لعلاج الأرق لابد من معرفة الأسباب المؤدية إليه وازالتها إن أمكن وقد يتطلب ذلك علاجاً معرفياً وسلوكياً، كما يضطر الطبيب إلى استخدام بعض الأدوية المساعدة على النوم، واليكم بعض النصائح التي تساعد في تحسين طبيعة النوم والتخلص من الأرق: * حاول النوم قدر الحاجة والاستيقاظ لدى الشعور بالراحة المطلوبة. * المحافظة على نظام نوم ثابت، ما يعني الذهاب للنوم والاستيقاظ في نفس الأوقات يومياً. * لا تجبر نفسك على النوم واشغل نفسك بأعمال أخرى خفيفة حتى تشعر بالرغبة في النوم. * تجنب تناول المشروبات المنبهة كالقهوة والشاي في الفترات المسائية. * تجنب شرب الكحوليات في أي وقت. * الابتعاد عن التدخين وخصوصاً في المساء. * لا تذهب للنوم وأنت جائع. * اجعل غرفة نومك مريحة من حيث الحرارة والضوء والأثاث ولا تستخدمها للأغراض الأخرى. * حاول أن تحل مشاكلك قبل النوم، واكتب قائمة بالأعمال التي تنوي انجازها في اليوم التالي. * مارس الرياضة بشكل منتظم، أثناء النهار وبعيداً عن وقت النوم بأربع ساعات على الأقل. * قراءة أذكار النوم المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح. إن لم تنفع النصائح السابقة، أو إن كان الأرق مزمناً فلا بد من مراجعة طبيبك للحصول على المشورة المطلوبة. * قسم طب العائلة