أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا مصطفى بن إبراهيم المبارك أن ندوة الحوار بين أتباع الديانات والثقافات جاءت في وقت أحوج ما نكون فيه إليها، ففي وقتنا الحاضر كثرت الخلافات والنزاعات على أسس دينية وطائفية، والحوار هو البديل المناسب لتهدئة النفوس وبناء جسور التواصل مشيدا بمبادرة الجامعة الإسلامية التي عملت على تنظيم المؤتمر ودعوة ممثلين عن الديانات والثقافات الأخرى للمشاركة فيه، في بلد يتمتع بالثقافة التعددية فشعب إندونيسيا يمثل مجتمعًا نموذجيًا للتعايش السلمي بين مختلف الأعراق والديانات واحتضانها لهذا المؤتمر هو خير دليل على روح التسامح التي يعيشها هذا الشعب. وأضاف: لقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على التسامح والحوار وجاء الخطاب في آيات كثيرة موجهًا إلى جميع الخلق. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) كما حث على التحلي بمكارم الأخلاق، قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: (إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق). وقال أيضًا: (خياركم أحاسنكم أخلاقًا) من هنا كان حسن الخلق هو المعيار حيث لا قيام للدين أو الحضارة إلا به فقد جاء الإسلام ليقوم سلوك البشر من المعصية إلى الطاعة ومن الضلال إلى الهدى. وقال: هذا هو ديننا الإسلامي الذي نعتز ونفتخر به، كرم الإنسان ودعا إلى مكارم الأخلاق وتبعًا لهذا المنهج نهى عن الغلو والتطرف، وحث على التعايش السلمي بين الأديان وهذا التعايش لا يأتي إلا بوضع التسامح بدلًا من التطرف والحوار بدلًا من المواجهة، وتغليب العقل إلى العاطفة والمنطق على التعصب ليسود السلام. وأضاف: الحوار بين الحضارات وأتباع الأديان لا يهدف إلى التقريب أو التوفيق بين العقائد، حيث ان ذلك غير ممكن لتباينها في معظم الفروع والمسائل ولكن الحوار يكون بهدف إيجاد أرضية مشتركة من الفضائل والقيم التي تحث على التسامح والتعايش السلمي ونبذ الفتن والصراعات الدينية، والحفاظ على تماسك المجتمع والأمة ولنا في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعوته إلى الحوار بين الأديان والثقافات خير منهج إلى الوقوف أمام ما يواجه العالم هذه الأيام من نزاعات وحروب وسفك للدماء وقتل وتهجير لأسباب عرقية ودينية وطائفية والتعايش السلمي بين الأديان أصبح أشد إلحاحًا في وقتنا الحاضر.