تنطلق اليوم في العاصمة الإندونيسية جاكرتا الندوة العلمية حول «مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» التي تنظّمها الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، بالتعاون والتنسيق مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والجامعة الإسلامية الإندونيسية، وتستمرّ ليومين. وقال مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد العقلا إن الندوة تأتي تأكيداً للجهود المباركة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في ترسيخ مبدأ الحوار من خلال مبادرته التاريخية بالدعوة للحوار بين أصحاب الديانات السماوية والثقافات الإنسانية، والتي توّجت بافتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا، وكذلك دعوته إلى إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية خلال القمة الاستثنائية لقادة الدول الإسلامية بمكة المكرمة أواخر شهر رمضان الماضي. وأضاف الدكتور العقلا: إن الجميع يشهد بما يعيشه العالم، وما عاشه طوال قرون ماضية، من حروب ونزاعات وصراعات دينية، وإساءات لرموز الديانات السماوية وأنبيائها وكُتبها، وما ذاك إلا لغياب النظرة الهادئة، والتعامل الحكيم، الذي يضع في مبادئه أن ثمة قواسم مشتركة، تلتقي عندها كافة الأطراف المختلفة، وأرضيات صُلبة، تنطلق منها المجتمعات الدينية المتنازعة. وأوضح أن هذه الندوة تهدف إلى تفعيل مبادرة خادم الحرمين، إضافة إلى إبراز دور المملكة وإندونيسيا في نشر ثقافة السلام وإيقاظ المشاعر نحو المسؤولية الإنسانية من خلال الحوار الحضاري، والدعوة إلى إعادة هيكلة العلاقات الإنسانية على أسس العدالة والتسامح والتعايش السلمي بين الجميع، والوقوف على إشكاليات الحوار الحضاري بين العالم الإسلامي والآخر وآفاقه المستقبلية، وبلورة القواسم المشتركة بين الإسلام والديانات الأخرى، مع استشراف عوامل وإمكانات إعادة بناء الثقة بين العالم الإسلامي والآخر. ابن معمر: المليك سعى بمبادرته التاريخية لمجابهة التحديات التي تعصف بالبشر وحول محاور الندوة قال الدكتور العقلا إنها تتناول محورين أساسيين يبحث الأول منهما في المبادرات السعودية للحوار: رؤية متعمقة وآفاق واسعة، فيما يتناول المحور الثاني موضوع الإسلام والآخر: ضرورات الحوار وآفاقه المستقبلية، كما تشهد الندوة طرح أوراق عمل مختلفة. وأشاد مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر بالمبادرة التاريخية للمليك التي أطلقها قبل أكثر من سبع سنوات بقلب القائد، المُفعم بالإيمان والتسامح والمحبة. وقال إن الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتنوعة تحوز على رؤى لمجابهة التحديات التي تعصف بالجنس البشري برمته، وتشترك جميعها معا في مسعاها لتقديم الحلول الناجعة لأزماته وتجاوز التحديات التي تواجهه، بما تمتلك من التجربة الإنسانية. وأضاف: تمتلك الرسالات السماوية، والثقافات، ما يؤكِّد على الدعوة إلى الالتزام بالقيم الإنسانية المنشودة وفضائل الأخلاق ورفض مظاهر الظلم والعدوان والانحلال الأخلاقي والتفكك الأسري والإضرار البالغ بالبيئة البشرية والإخلال بالتوازن المناخي. وقال «لأن الاختلاف بين الأمم، والدول والشعوب وتمايزهم في المعتقد والثقافة، أمرٌ واقعٌ بإرادة الله، وسُنة من سننه تعالى الكونية ووفق حكمته ومشيئته البالغة مما يقتضي التعارف والتعايش والتعاون على ما يحقق مصالحهم، ويحل مشكلاتهم في ضوء (القيم المشتركة)، ويؤدي إلى التنافس في عمارة الأرض وعمل الخيرات». من جهته، نوه رئيس الجامعة الإسلامية في إندونيسيا الأستاذ الدكتور إيدي سواندي حميد بأهمية الندوة قائلا: ظهرت قضايا إنسانية متعددة في الساحة في العصر العولمي مثل الديمقراطية وحرية الإعلام وحقوق الإنسان والبيئة والتعددية. ولم تكن تلك القضايا من اهتمامات الأديان لأنها مشغولة بقضايا أخرى مثل التنصيرية والإسلامية وبناء أماكن العبادة والتعليم الديني والاستهزاء بالدين وغيرها مع أن الأديان مطلوبة بأن تجعل القضايا الإنسانية والسلمية من اهتماماتها الخاصة, ومن هنا ندرك أن التعددية قضية واقعية لا يمكن إهمالها ولهذا فإن الحاجة ماسة إلى التحليلات المتكاملة عن العقبات التي تحول دون تحقيق الحوار بين الأديان وأتباعها لتحقيق السلامة على وجه الأرض. من ناحية أخرى، قام فضيلة الشيخ قيس آل مبارك عضو هيئة كبار العلماء ويرافقه سعادة سفير خادم الحرمين بإندونيسيا الأستاذ مصطفى بن إبراهيم المبارك وحاكم جاكرتا الشرقية الحاج كريس ديانتو، بافتتاح مسجد السديري في العاصمة جاكرتا والذي تم تشييده على نفقة خالد بن مساعد بن أحمد السديري – رحمه الله – في وسط العاصمة جاكرتا وبموقع استراتيجي ومتميز. وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس لجنة تعمير المسجد كلمة أشاد فيها بجهود السفارة السعودية وتعاونها مع الجمعية المحمدية سائلا المولى جل وعلا المغفرة للمتبرع. ثم ألقى رئيس الجمعية المحمدية كلمة أشاد فيها بالمسجد وموقعه شاكرا للسفارة السعودية مبادرتها في بناء المسجد على نفقة خالد بن مساعد السديري– رحمه الله. ثم ألقى الشيخ قيس آل مبارك كلمة حمد الله فيها على تشرفه بافتتاح المسجد ومشيدا بموقعه وحسن إنفاذه مبينا فضل عمارة المساجد ومكانتها في الإسلام سائلا الله المغفرة والرحمة للمتبرع.