تنظم الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا بعد غد الثلاثاء ندوة علمية حول مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والجامعة الإسلامية الإندونيسية. وأوضح مدير الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة الدكتور محمد بن علي العقلا أن الندوة ستتناول محورين أساسيين، حيث يبحث الأول منهما موضوع «المبادرات السعودية للحوار.. رؤية متعمقة وآفاق واسعة» فيما يتناول المحور الثاني موضوع «الإسلام والآخر.. ضرورات الحوار وآفاقه المستقبلية». ويناقش المحور الأول عدة قضايا منها الخطاب التاريخي لخادم الحرمين الشريفين في الجمعية العامة للأمم المتحدة وتأصيل العلاقة بين البشر في منظورها الإسلامي، وجولات الحوار بين الأديان والحضارات التي قادتها المملكة خلال الخمسة عقود الماضية، الأهداف، والنتائج، والمبادرات السعودية للحوار والنقلة النوعية للعلاقات الإنسانية من صدام الحضارات إلى حوار الحضارات، وكذلك المبادرات السعودية للحوار وإعادة تشكيل صورة العرب والمسلمين في ذاكرة العقل العالمي، إضافة إلى الأبعاد الاستراتيجية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان. أما المحور الثاني فيناقش الإسلام والآخر وصلاتهم الحضارية المتبادلة، وإشكاليات الحوار الحضاري بين العالم الإسلامي والآخرين، وعوامل ومعوقات إعادة بناء الثقة بين العالم الإسلامي والآخر، وأسس العلاقات المثلى بين الحضارة الإسلامية والحضارات الأخرى، والحوار مع الشرق، حوار أفراد أم حوار مؤسسات دينية. وأشار العقلا الى أن الندوة تأتي تأكيداً للجهود المباركة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين لترسيخ مبدأ الحوار من خلال مبادرته التاريخية بالدعوة للحوار بين أصحاب الديانات السماوية والثقافات الإنسانية، التي توجت بافتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا، وكذلك دعوته إلى إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية خلال القمة الاستثنائية لقادة الدول الإسلامية بمكة المكرمة أواخر شهر رمضان الماضي. وقال إن الجميع يشهد بما يعيشه العالم، وما عاشه طوال قرون ماضية، من حروب ونزاعات وصراعات دينية، وإساءات لرموز الديانات السماوية وأنبيائها وكتبها، وما ذاك إلا لغياب النظرة الهادئة، والتعامل الحكيم، الذي يضع في مبادئه أن ثمة قواسم مشتركة، تلتقي عندها كافة الأطراف المختلفة، وأرضيات صلبة، تنطلق منها المجتمعات الدينية المتنازعة. وتهدف الندوة إلى تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى إبراز دور المملكة ودولة إندونيسيا في نشر ثقافة السلام وإيقاظ المشاعر نحو المسؤولية الإنسانية من خلال الحوار الحضاري، والدعوة إلى إعادة هيكلة العلاقات الإنسانية على أسس العدالة والتسامح والتعايش السلمي بين الجميع، والوقوف على إشكاليات الحوار الحضاري بين العالم الإسلامي والآخر وآفاقه المستقبلية، وبلورة القواسم المشتركة بين الإسلام والديانات الأخرى، مع استشراف عوامل وإمكانات إعادة بناء الثقة بين العالم الإسلامي والآخر. وأشار العقلا إلى أن الندوة هي الثانية التي تنظمها الجامعة خلال عام بعد ندوة مماثلة عقدتها الجامعة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور بالتعاون مع الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا شارك فيها نخبة من الباحثين والمسؤولين من كلاالبلدين.