تداولت وسائل إعلامية عدة خبر "نية" الإدارة الشبابية بيع عقد المهاجم الأرجنتيني سبستيان تيجالي والتعاقد مع مهاجم بديل عنه خلال الفترة المقبلة، وهو الخبر الذي كان بمثابة المفاجأة ليس للشبابيين فقط بل لمتابعي المسابقات المحلية عطفاً على ماقدمه اللاعب لفريقه في الفترة الماضية وحسمه لمباريات كثيرة بالإضافة إلى تتويجه بلقب هداف دوري "زين" السعودي للمحترفين. مجرد تفكير إدارة الشباب بهذه الخطوة أراه ضرباً من الجنون، فلا يعلم هل القرار إداري أو فني وإن كان الأخير هو الأرجح، ومتى كان كذلك فالقرار سيشوبه شيء من الخطأ متى سايرت الإدارة المدرب حتى لو أن ذلك ضد الاحترافية ومبدأ تسليم المدير الفني ملفات اللاعبين المحليين والأجانب، فهنالك أمور تقبل وآخرى تُرفض. معظم النقاد والمحللين اتفقوا على أن الأرجنتيني تيجالي أحد أفضل اللاعبين الأجانب في الملاعب السعودية وواحد من أفضل الهدافين إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق، هذا الإجماع منهم لم يكن مجاملة لابن التانجو بل انه مبني على أمور فنية لفت بها الأنظار تجاهه وفرض اسمه بالرغم من عدم مشاركته لاعباً أساسياً في مباريات عدة، ولعل أبرز مايميز تيجالي أنه مهاجم قناص يجيد التمركز داخل منطقة الجزاء ويتقن التسديد بكلتا قدميه علاوة على إجادته التعامل مع الكرات الرأسية. أجمع عليه النقاد وتوج بهداف الدوري.. "عصفور باليد" أفضل يا شبابيون مهمة المهاجم في المستطيل الأخضر تتلخص في تسجيله للأهداف وهزه للشباك وهو مافعله تيجالي باقتدار طوال الموسم المنصرم، إذ استطاع أن يسجل للشباب في دوري "زين" السعودي للمحترفين 19 هدفاً تنوعت بين أهداف بالرأس (سبعة أهداف) بالقدم اليمنى (سبعة أهداف) وبالقدم اليسرى (خمسة أهداف)، كما سجل لليوث في دوري أبطال آسيا 2013م أربعة أهداف قادهم بها للتأهل إلى الدور ربع النهائي، وهذه الإحصائية تثبت بما لايدع مجالاً للشك أن تيجالي مهاجم هداف من طراز رفيع. المهاجم الهداف يُعتبر عملة نادرة وقلما توفق إدارات الأندية السعودية في جلبه لملاعبنا والشواهد على ذلك تكاد لا تحصى، وعليه فإن تفريط الشبابيين في تيجالي –إذا ماحدث فعلاً- سيكون قراراً متسرعاً سيندم عليه الشبابيون كثيراً مثلما حدث مع لاعب الوسط البرازيلي كماتشو قبل موسمين عندما فرطت به الإدارة وعاد للأهلي ونثر إبداعاته، خصوصاً وأن تيجالي سيعود للملاعب السعودية من جديد مع فريق آخر لا سيما وأن عيون الأندية عليه. الشبابيون عليهم أن يستحضروا جيداً مقولة "عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة" وأن يبقوا على مهاجمهم الأرجنتيني الهداف تيجالي وألا يفكروا في تغييره بمهاجم آخر حتى وإن كان يمتلك سيرة ذاتية جيدة أو أوصى به المدرب البلجيكي برودوم كونه قد لا يتأقلم مع الأجواء في السعودية مثلما حدث مع آخرين غيره، إضافة إلى أن الاستقرار الفني والإبقاء على ذات التوليفة أمر سينعكس إيجابياً على الشباب مثلما حدث مع الفتح في الموسم المنصرم لا سيما وأن "شيخ الأندية" ينتظره استحقاق آسيوي مهم.