مشهد أول: ضجيج بالصالة، الأخوان الكبيران محمد وسعد يتركان الكتب ويخرجان للعب مع إخوانهما. الأم تصرخ بهما ويعودان. ويتكرر ذلك، تتخذ القرار (بيت ماما هيا). تنادي ميري: اسمعي لبّسي عبود وهيا (على اسم جدتها). وياالله بنروح بيت (ماما هيا).. * مشهد ثان: الصغيران يتراكضان للسيارة يتذكر عبود كُرته وقطاره ذا الصفارة القوية، وتحمل هيا بيدها لعبتها الجميلة التي ترقص على الموسيقى وتغني. ميري تنادي السائق. وعلى بيت (ماما هيا). المشهد يتكرر في بيت مي الابنة الثانية، ويقافز صغيران للسيارة بينما تحمل الأم ذا العامين وتحمل الخادمة الكينية عدته.. وياالله بيت (ماما هيا). تستقبل (ماما هيا) الحفيدين الأولين بحب وسعادة، ولكن عندما تدخل مي برضيعها والصغيرين والكينية ينقلب وجهها قليلا، ثم تضغط على نفسها وتجد ابتسامة فرح. لا تخطئ مي تعابير وجه أمها لكن تتغاضى على مضض، وتحفظ ذلك ليوم آخر تذكر أمها فيه، كيف كان عيال حصة يسرحون ويمرحون بالكرة والقطار ذي الصّفيرة والدمية التي ترقص وتغني.. حتى منتصف النهار الأمور لم تكن تجري جيدا في بيت ماما هيا، ولكن محتملة، الواحدة وقت راحة ماما هيا انقلب الوضع عند وصول عيال نورة الاثنين بعد أن استلما شهادتيهما.. نورة كانت على عجلة من أمرها حيث هناك عودة الزوج بعد ساعة، ومذاكرة للاثنين الكبار.. تدخلهم على بيت ماما وهي توصيهم بالسلام عليها والاعتذار منها لعدم تمكنها من الدخول لتحية أمها، والحقيقة كانت تختبئ خلف عذرها، ولا تريد أن ترى وجه أمها عندما يكون سبعة أطفال في بيت تعوّد الهدوء.. أم صالح التي هي ماما هيا، لم تسكت، كلمت كل واحدة وقالت لها: تعالي خذي بزرانك، وما تحملتكم أتحمل بزارينكم..) لم تنم قيلولتها ولم تستطع مشاهدة برنامجها المفضل بعد المغرب، حتى صلاة العشاء وهي تنتظر، وما أن صلت العشاء وسنته، حتى جمعتهم في السيارة الجمس مع الشغالتين، وكل أنزلته عند بيته. وأقسمت أن تقفل باب بيتها والمرآب، فلا يدخل عليها طفل بعد اليوم. لكن.. المشهد عاد وتكرر صباح اليوم التالي وكل امتحانات والجدات بخير..