حذر ديرك نيبل وزير التنمية الألماني من خطورة تسليح قوات المعارضة السورية وما قد يترتب على ذلك من نشوب "حرب طائفية" هناك على خلفية الحرب الأهلية الدائرة بين قوات المعارضة وقوات الرئيس بشار الأسد. وفي مقابلة مع صحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية الصادرة امس، اشار الوزير المنتمي للحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا حالة "الارتباك" في صفوف المعارضة السورية، وقال ان هناك خصوما لنظام الرئيس بشار الأسد لا يزالون ومنذ فترة طويلة خصوما للنظام الديمقراطي الحر ايضا. تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا وفرنسا تضغطان داخل الاتحاد الأوروبي من أجل السماح لدول التكتل بإمداد قوات المعارضة السورية بالسلاح. في المقابل أكد نيبل على أن موقف بلاده في هذه القضية لم يتغير في شيء مضيفا: "نحن لن نورد أسلحة". وأعرب نيبل عن تخوفه من ازدياد الوضع سوءا مع إمداد المعارضة السورية بالسلاح قائلا: "أرى في الأفق مخاطر اندلاع حرب أهلية وحدوث مأساة إنسانية في المنطقة برمتها" جراء ذلك. وذكر نيبل أن بلاده تعول على المؤتمر الدولي المزمع عقده بشأن السلام في سورية وأشار إلى أن بلاده تعمل على إنقاذ حياة الناس هناك "ليس من خلال المساعدات الإنسانية وحسب بل كذلك من خلال مساعدات عينية مثل السترات الواقية من الرصاص وما شابه ذلك ولكن ليس من خلال الأسلحة". في شأن متصل أبدى نحو ثمانية من كل عشرة ألمان رفضهم لقيام الغرب بإمداد قوات المعارضة السورية بالسلاح وفقا لأحدث الاستطلاعات التي أجريت في ألمانيا. وذكرت مجلة "فوكوس" الألمانية الصادرة غداً أن الاستطلاع الذي أجراه معهد "إمنيد" الألماني لقياس الرأي أظهر أن 78% من الألمان يرفضون إمداد المعارضة السورية بالسلاح. تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا وفرنسا تضغطان داخل الاتحاد الأوروبي من أجل السماح لدول التكتل بإمداد المعارضة السورية بالسلاح فيما كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعد بتسليح المعارضة السورية في حال ثبوت استخدام قوات الرئيس بشار الأسد لأسلحة كيماوية في الحرب الأهلية الدائرة في سورية. وتكررت ادعاءات في الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا تفيد بتجاوز الرئيس الأسد لهذا "الخط الأحمر" وكان آخرها ما ذكرته صحيفة "لوموند" الفرنسية الكبرى استنادا إلى مراسلين تابعين لها. في المقابل ذكرت مجلة "فوكوس" الألمانية أن العلماء الأمريكيين لم يعثروا حتى الآن على أدلة تفيد بحدوث استخدام للاسلحة الكيماوية في سورية. وأشارت "فوكوس" إلى أن مجلة "بولتين أوف اتوميك ساينتيستس" الأمريكية أو "نشرة علماء الذرة" قالت إن البحث الدولي لم يستطع أن يثبت في أي حالة استخدام الأسلحة الكيماوية مثل غاز الخردل أو السارين أو في إكس.