لا يختلف اثنان على الدور الكبير الذي قام به الأمير بندر بن سلطان في تنمية وتعزيز العلاقات السعودية - الأمريكية على مدار أكثر من عشرين عاماً أثناء فترة عمله كسفير لخادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث عمل سموه على تقوية تلك العلاقات على كافة الأصعدة ولم يكتف بالعلاقات بين البلدين بل سعى وبشكل حثيث إلى تطوير العلاقات العربية والإسلامية الأمريكية. والمتتبع للإنجازات السياسية التي حققها الأمير بندر خلال تلك الحقبة المهمة من الزمن في القرن الماضي سيجد بأن التاريخ سيشهد له بإنجازات عديدة ساهمت بشكل فعال في إيجاد حلول كثيرة لمشاكل عديدة. فالرجل يمتلك من الشخصية والحنكة السياسية الشيء الكثير اضافة إلى علاقاته العالمية الواسعة والتي لم تقتصر على صانعي القرار السياسي في واشنطن، وإنما شملت العديد من العواصم العالمية وصنّاع القرار السياسي فيها. ولو عادت بنا الذاكرة إلى أوائل الثمانينات الميلادية لوجدنا بأن اسم الأمير بندر بن سلطان لمع في المجال السياسي عندما رأس الوفد المفاوض لشراء طائرات (الأواكس) وال(اف - 15) الحربية حيث نجح سموه باتصالاته وقدرته على الاقناع في اتمام شراء تلك الطائرات بعد جهد وعمل متواصل. في أوائل الثمانينات أيضاً تم تعيينه ملحقاً عسكرياً لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية.. خلال تلك الفترة لم يقتصر عمله فقط على ادارة الملحقية العسكرية وإنما تخللتها أعمال سياسية أذكر منها مساعدته لوفد المجلس الوطني الفلسطيني الذي زار واشنطن في تلك الفترة راغباً في مساعدة ادارة الرئيس الراحل ريغان في إيجاد حل للقضية الفلسطينية خصوصاً وأن (اسرائيل) قد اجتاحت لبنان خلال تلك الفترة، كنت أعمل مديراً لمكتب الجريدة في واشنطن وطلبت موعداً لزيارته ومعرفة ما جرى للوفد واجتماعاته واستقبلني سموه في مكتبه الواقع بالقرب من مبنى منظمة الصحة العالمية ووزارة الخارجية الأمريكية ودار حوار شامل - ليس للنشر- عن طبيعة زيارة ذلك الوفد، وقد تزامنت زيارة الوفد اثناء سفر الشيخ فيصل الحجيلان سفير خادم الحرمين الشريفين خارج أمريكا كان ذلك أول لقاء مباشر مع سموه طبعاً توالت اللقاءات عقب ذلك بعد أن اصبح سموه سفيراً حيث قرر سموه عقد اجتماع اسبوعي مع ممثلي الصحافة السعودية في واشنطن بمكتبه بالسفارة وذلك لاطلاعهم على آخر المستجدات والتطورات السياسية وكثيراً ما كانت حصيلة تلك اللقاءات أخبارا صحفية مهمة. وتوالت الأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط. تفاعل الأمير بندر مع الأحداث الدولية خصوصاً تلك التي تهم المملكة أو العالمين العربي والإسلامي فكانت قضية لبنان أولى المهام التي تولاها بعد توليه منصبه الجديد في واشنطن وبذل سموه فيها الجهد الكبير حتى انتهت بسلام بين جميع الأطراف ثم القضية الفلسطينية والتي تفاعلت بشكل أكثر عقب حرب تحرير الكويت وعقد مؤتمر مدريد للسلام، فقد عمل الأمير بندر باتصالاته وعلاقته مع الادارات الأمريكية المتعاقبة لدفع عجلة السلام في الشرق الأوسط وكانت ثمرة تلك الجهود المبذولة من الجميع لقاء عرفات - رابين في حديقة البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق كلينتون. وتتوالى المهام الصعبة على سموه فهو صاحب القدرة على حلها.. فمثلاً قضية لوكربي.. والتي استمرت في المحافل الدولية فترة طويلة من الزمن ودون الوصول إلى نتيجة إلى أن كُلف الأمير بندر بمتابعة هذه القضية الشائكة والتي أخذت الكثيرمن الرحلات المكوكية بين ليبيا وجنوب أفريقيا وبريطانيا وتحقق النجاح وتم حل القضية. إن استعراض إنجازات بندر بن سلطان السياسية تتطلب باحثاً أكاديمياً متخصصاً في الشؤون السياسية . ما ذكرته أعلاه ليس سوى موجز بسيط لإنجازات رجل سياسي محنك محبوب من الجميع عمل في خدمة دينه ووطنه. [email protected]