تبدو الحياة وكأنها مسرح مفتوح للردود على تفاعلاتها، أو تفكيك ما يصل إلينا منها، لا تحتاج أحياناً إلى اتخاذ قرارات صعبة، ومعقدة لتنجح في إداراتها، أو إلى تفكير عميق، ومجهد لتحل معضلة من معضلاتها، فقد تجد الحل أمامك، وأحياناً قد لا تجده، يقابل ذلك أن هناك أموراً أخرى، قد لا تقبل الاجتهادات، أو محاولة عبورها دون تفكير، وتروٍ.. منذ أسابيع تناولت في ثلاث مقالات موضوع الاكتئاب وركزت على اكتئاب النساء، وسرعة إصابة المرأة بالتحديد به، وتوقعت أنني أوفيت الفكرة أغلب ما تستحقه من الطرح، لكن صديقة لي قالت وهي تحلل لي أن كلاً منا معرض للاكتئاب، وقد تعتريه هذه الحالة في لحظة معينة، وبامكانه أن يساعد نفسه، أو شخصاً آخر يحبه على التغلب على ذلك الاحساس الفاشل، والذي بامكانه أن يخرجك تماماً من دائرة الحياة الاعتيادية التي تعيشها، ليقذف بك بعيداً إلى منطقة تحاصرك فيها الغربة، وتشعر أنك فاقد الوجود، تماماً، ينتابك احساس بأنك تحمل حملاً ثقيلاً، لا تعرف ما هو، أو لمن؟ أو أين ومتى ستتخلص منه؟ تقول صديقتي أنها أصيبت بالاكتئاب منذ سنوات نتيجة لصدمة قاسية وعنيفة ومريرة، وظلت تبحث عن العلاج في دائرة مفرغة، ولكن كان في داخلها تصميم يدفعها إلى التفكير الجاد، في مغادرة ما هي به، تقول وجدت في إحدى الصحف قصاصة صغيرة، فاحتفظت بها، سجلت بها بعض النصائح التي سجلها الخبراء والتي قد تساعد على الخروج من أزمة ضيقة الصدر التي تسميها، أو الاكتئاب منها: 1- التركيز على بعض الأطعمة التي تساعد على الخروج من الأزمة حيث وجد الباحثون أن هناك صلات بين الطعام الذي يتناوله الإنسان والاكتئاب، وتبين أن إفطار الشخص يجب ان يتضمن الحبوب، والفاكهة ومنتجات الألبان، قليلة الدسم لفتح الشهية، وتحسين حالة الشخص المزاجية، يضاف إلى ذلك أنه بدلاً من تناول الفرد ثلاث وجبات كبيرة وخلال اليوم، يفضل أن يتناول من خمس إلى ست وجبات صغيرة وخلال اليوم، والذين يتعبون من الطعام المتباعد، عليهم اتباع هذه الطريقة لأنها تجعلهم أقل تعرضاً للتعب، والإجهاد والأرق والاكتئاب. 2- يرتبط الاكتئاب دائماً بنقص فيتامين ب 6 وتعتبر ثمار الموز والافوكادو والدجاج الذي نزع جلده وأسماك السلمون، ودقيق الشوفان والبطاطس بدون تقشيرها والخضروات ذات الأوراق الداكنة غنية بهذا الفيتامين وأيضاً يجب تناول كميات كبيرة من الماء يومياً. 3- البحث عن التسلية التي ترفع المعنويات، كمشاهدة فيلم أو حدث رياضي. 4- الاستمتاع بالمسرات الحسية كتناول الطعام في مطعم جديد، أو ارتداء ملابس جديدة، أو التسوق من الممكن أن يحسن من مزاج الشخص. 5- المشاركة في المنزل مع الزوج، أو الابن، أو أحد أفراد الأسرة في عمل مشترك كدخول المطبخ، أو اصلاح شيء، أو تجهيزه، حيث الشعور بالإنجاز. أخيراً تثبيت مواعيد النوم حيث في الغالب يؤدي الأرق إلى مشاكل في النوم. نصائح صديقتي والتي دفعت بها مرة أخرى إلى مسار الحياة الطبيعية من السهل القيام بها، ولكن مشكلتنا الأساسية تكمن في الذهاب إليها بعد أن نصاب بالاكتئاب وليس قبل ذلك لنتجنب المرور داخل انفاقه.