يعتبر تناول صحن من الشوفان المجروش كل يوم الطريقة المثالية لبدء النهار بطعام صحي، ويعد الطعام المفضل للأطفال والمرضى وكبار والسن والمعرضين للإرهاق العضلي، فهو ليس غذاءً للإنسان فقط بل غذاء جيد للحيوان وبالأخص الأحصنة. والشوفان عبارة عن نبات عشبي يشبه الحنطة والشعير في الشكل، وهو ينبت عادة بينهما وبذوره متوسطة بين حب الحنطة والشعير ويعرف عادة بالزُّوان والعامة عادة تقول الزوان والزيوان. يحتوي الشوفان على قلويدات (ALKaloids) وسيترولز (Sterols) وفلافونيدات (Flavonoids) وحمض السليسيك (Silicic acid) ونشا (starch) وبروتين (Proteins) والذي يشمل الجلوتين (Gluten) وفيتامينات وبالأخص مجموعة فيتامين "ب"، ومعادن مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والحديد والصوديوم وهيدرات الكربون، كما يحتوي على دهن وهرمون قريب من الجريبين (الهرمون المبيضي) وعلى الكاروتين بالإضافة إلى فيتامين "ب ب" (PP)وفيتامين "د"، وتتفاوت هذه المحتويات الكيميائية بين أنواع الشوفان العادي والتركي والأحمر والقصير والنبوي، لكن المواد الأساسية والجوهرية توجد في جميع الأنواع. وكان الأوروبيون يستخدمون سيقان وأوراق الشوفان في حماماتهم كعلاج للروماتيزم ولمشاكل المثانة والكلى، وقد استعمل الشوفان في الطب القديم أيضاً كعلاج لأمراض الصدر وبالأخص أمراض الرئة والسعال المزمن، وكان يستعمل كلصقات مفيدة لمرض النقرس والبثور. وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة الفوائد الصحية للشوفان حيث يمكن استخدامه كمضاد للإجهاد والأرق ومهدئ ومقوٍ للأعصاب ومنشط، كما أنه يسكّن نوبات حصاة المجاري البولية واضطرابات البول ويلين ويسكن آلام البواسير وينصح الأطباء مرضى الأعصاب والمفكرين والمرهقين بتناول الشوفان، وكذلك مرضى السكر ومرضى الغدة الدرقية. ويقلل الشوفان من الكليسترول لأنه يمنع ترسبه داخل الشرايين والتصاقه بجدرانها، كما يساعد في الوقاية من تصلب الأوعية الدموية وانسدادها وذلك بتناول 3 جرامات من الشوفان يومياً (أي مقدار كوب واحد من الشوفان(. كما يعالج الشوفان حالات الإمساك، وهو غنى بمعادن الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنسيوم والزنك والنحاس، ومفيد في علاج الإكزيما واضطرابات الجلد. ويعد الشوفان المجروشِ مصدرا جيدا لكل من الليف القابل للذوبان والعديم الذوبان، وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية، التي أثبتت أن هذه الألياف تملك مقومات لمحاربة السرطان، حيث تقوم بمهاجمة بعض أنواع الحوامض الصفراء، وتخفض من سميتها، وتعمل على خفض الكوليسترول السيئ "إل دي إل" بدون تخفيض الكوليسترول الجيد "إتش دي إل"، ويبطئ هضم النشا، وبهذا قَد يكون مفيداً للأشخاص المصابين بالسكري، حيث إنها حينما تبطئ هضم النشا تتفادى الارتفاعات الحادةَ في مستوى السكر في الدم الذي يحدث عادة بعد تناول وجبة الطعام. ويمكن استخدام الشوفان أيضاً مغلي للأطفال الرضع من مقادير متساوية من القمح والشعير والشوفان حيث تغلى في لتر ونصف ماء على نار خفيفة حتى يصبح المغلي لتراً واحداً ويضاف إليه السكر ويعطى للأطفال يومياً قبل الرضاعة.