دعا عبدالله المجيول عضو المجلس البلدي بمحافظة شقراء القادرين من رجال الأعمال وأبناء المحافظة إلى إقامة وقف خيري باسم الشيخ صالح الحصين - رحمه الله - تخليداً لعمله الخيري، وتنمية لمسقط رأسه، وسداً لحاجة الجمعيات الخيرية هناك. واقترح المجيول أن يتألف الوقف من عدة أدوار، تضم أقسام الخير والبر المختلفة، على أن يتولى كل رجل أعمال دوراً منها. وقال عضو المجلس البلدي بشقراء إن الشيخ صالح الحصين - رحمه الله - كان رجلاً بأمة، فهو إمام في الزهد والورع، وخبير في المال والاقتصاد، وعلم في اللوائح والأنظمة وقدوة في العمل الخيري والدعوي، مشيراً إلى أنه -رحمه الله- كان يسارع في عمل الخير طالما كان هناك سبيل لذلك، وقد تبرع رحمه الله بكامل ريع إحدى طبعات كتابه "تهذيب اقتضاء الصراط المستقيم" لصالح جمعية تحفيظ القرآن الكريم بشقراء عند تأسيسها. وأشار المجيول إلى أن الشيخ رحمه الله كان من أسرة علمية متدينة، فوالده طالب علم واحتساب توفي عند باب جبريل في الحرم النبوي -رحمه الله-، وكان أخوه الأكبر إبراهيم من رواد العلم والاحتساب، وقد اصطفاه الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله ليكون سكرتيره الخاص، كما كانت للشيخ الحصين في "شقراء" جهود علمية ودعوية وهو دون سن العشرين، منها إنشاء المكتبة العلمية الأهلية والتدريس اثناء دراسته الابتدائية. م.عبدالله صالح الحصين كما كان يسارع إلى رعاية وتشجيع المناشط الخيرية بمحافظته البعيدة عن سكنه بالرياض، ومن ذلك رعايته -رحمه الله- جائزة الجميح للتفوق وحفظ القرآن بشقراء في دورتها السادسة. ويروي المجيول موقفاً طريفاً حدث للشيخ رحمه الله أثناء حضوره حفل تكريم الشيخ محمد العبدالله الجميح، حيث لبى هذه الدعوة مع رفقة له رغم انشغاله، فلما حضر جزءًا من الحفل انصرف فوقف له الشيخ عبدالعزيز المهنا يريد إيصاله، فقال لهم أين وجهتكم؟ فقالوا: الرياض، فقال :ألا تريدون ضيفاً ثقيلاً؟، فقالوا لنا الشرف يا شيخ، بعدها اتصل الشيخ برفقته السابقين فقال لهم: خذوا راحتكم فلا أحب أن أزعجكم بالعودة سريعاً فأنا مع رفقة آخرين وأنا في طريقي للرياض فأرضى رحمه الله الجميع. وقدم الشيخ الحصين خلال مسيرته الحافلة بالعطاء في مختلف المجالات الحياتية، درساً للمشائخ وطلاب العلم في التطبيق العملي للزهد والتواضع والتقلل من الدنيا والبذل لهذا الدين في المحبة وأسر القلوب. يُذكر أن الشيخ صالح الحصين كان عضواً في هيئة كبار العلماء، ورئيساً لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، كما تولى عدداً من المناصب الحكومية منها مشرفاً على هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، ورئيساً لهيئة التأديب، ووزير دولة، وعضواً في مجلس الوزراء، ورئيساً عاماً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. والشيخ من مواليد محافظة شقراء عام 1351 ه، وقد حصل على الماجستير في القانون من جامعة القاهرة المصرية في العام 1374ه. وكان رحمه الله مهتماً بالعمل الخيري والاجتماعي التنمو، فشغل رئاسة كل من: جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية، والجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى (عناية)، والهيئة الشرعية في قناة المجد، واللقاء الوطني للحوار الفكري. كما كان عضواً في المجلس الأعلى لخمس جامعات سعودية، وساهم في تأسيس صندوق التنمية العقارية، وتولى رئاسة مجلس إدارته. أما ابنه الدكتور عبدالله بن صالح الحصيّن، فهو عضو هيئة تدريس بقسم العمارة وعلوم البناء - كلية العمارة والتخطيط - جامعة الملك سعود، وهو خير خلف لخير سلف، فإضافة إلى تميزه في مجال عمله، فإنه مهتم أيضاً بإلقاء محاضرات في مجال التخصص في جامعة الملك سعود، وفي جامعة أم القرى وفي الجمعية السعودية لعلوم العمران، إضافة إلى محاضرات أخرى في التطوير الذاتي، كخدمة للمجتمع، في بعض الشركات الخاصة، وبعض مراكز التدريب والأماكن العامة الأخرى. صالح الحصين