نحن مجتمع نفاخر بمبادئنا كثيرا. العدل والمساواة والحب والتآخي والتكافل. ولا شك أن هناك ما يشفع لنا بهذا التفاخر. كلنا يتذكر مواضيع الإنشاء في المتوسط والثانوي. كم كتبنا مواضيع عن قول الله تعالى (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)الحجرات 13. واجتهدنا لدعم كتاباتنا بحديث " لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى". ثم نسوق الشواهد من الحج حيث يظهر الناس متساوين بإحرام واحد في صعيد واحد يدعون ذات الدعاء. صورة جميلة جدا. ولكن يعكر جمالها تغلغل عبارات عنصرية يتداولها الناس في ساعة الغضب أو عدم الرضى أو من قبيل التندر. فكثيرا ما نسمع كلمة بدوي مقرونة بالسب واستبدالها أحيانا بلفظ أعرابي. ثم نسوق الآية في غير موضعها (الأعراب أشد كفرا ونفاقا.....) التوبة 97و98 متناسين الآية التي تليهما (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ماينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم)التوبة 99 كما أن صفة النفاق لم تلصق ببعض الأعراب فقط وإنما ببعض أهل المدينة كذلك( وممن حولكم من الأعراب ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم)التوبة101 وبغض النظر عن مبررات العبارة فهي عبارة عنصرية. ولا يقل عنها في السوء استخدام كلمة حضري أو مترادفاتها الوصفية للتقليل من شأن شخص ما. أو الطعن في نسبة أو استخدام مصطلح خضيري وقبيلي لبخس الناس حقوقهم أو التعالي عليهم. كذلك هناك من ينظر نظرة دونية لبعض الجنسيات العربية أو الآسيوية ويستخدم جملا عنصرية بعلمه أو بدون علمه. وأذكر في هذا المجال أن القنصل الياباني كان يتحدث العربية ولكنه امتنع عن استخدامها لأنه لاحظ أن الناس بدأت تعامله معاملة دونية ظنا منهم أنه من دولة أخرى. المبادئ الحسنة جميلة ولكن الأجمل منها تطبيقها.