تُعدُّ الأحياء العشوائية ملاذاً آمناً للعديد من مُرتكبي بعض السلوكيات السلبية، وملجأً مناسباً لكثير من مخالفي نظام الإقامة في المملكة، إضافةً إلى تأثيرها السلبي على صحة ساكنيها ومن جاورها؛ نتيجة تكدُّس النفايات الناتج عن إهمال «البلدية» في إزالة هذه النفايات، حيث أدَّى ذلك إلى مغادرة السكَّان الأصليين تلك الأحياء إلى أحياء أخرى وجدوا فيها الراحة وطيب العيش، وذلك على الرغم من تميز مواقعها داخل المدن. «الرياض» تجوَّلت وسط العاصمة الرياض، ووقفت على بعضٍ الأحياء العشوائية مثل حيّ «السِّبالة»، و»الحي الشعبي في المرسلات» و»العود» و»منفوحة»، حيث أكَّد ساكنوها على أنَّ الإهمال طالها بعد أن كانت من أكثر الأحياء تميُّزاً على صعيد اكتمال الخدمات والتنظيم من بين بقية أحياء العاصمة، داعين الجهات المعنية إلى الاهتمام بتطويرها وإعادة تنظيمها، مُشيرين إلى أنَّ العديد من السكان هم من محدودي الدخل الذين وجدوا أنفسهم مجاورين لمنازل مهجورة أو مؤجرة على عدد من «العمالة»، كما تمَّ رصد صور لبيوت طينية مُهدَّمة، وشوارع ضيِّقة، وممرات صغيرة، ونفايات مُكدَّسة قرب العديد من المنازل وسط هذه الأحياء، إضافةً إلى مشاهدة طرقات خالية إلاّ من بعض «العمالة» التي فضَّلت السكن وسط هذه الأحياء رغم عشوائيتها وافتقارها للتنظيم، خاصةً منذ أن رحل عنها سكَّانها الأصليون ليُسلِّموها للعديد من «العمالة» المنتمين لجنسيَّات عربية وآسيوية. توفير أراضٍ وأكَّد المواطن «عماد الأحمد» على أنَّه من غير المعقول إهمال الجهات المعنية لهذه الأحياء العشوائية وعدم اهتمامها بتطويرها، وذلك على الرغم من كونها تقع في مدينة الرياض التي تتميَّز بنهضة كبيرة في المجالات العمرانية والاقتصادية والحضارية، مُناشداً الجهات المعنية الاهتمام بتخطيط وتنظيم هذه الأحياء والإفادة منها في مشروعات الإسكان، والارتقاء بها؛ لكي تكون مقصداً للعديد من الأسر التي تتمنى أن تجد سكناً مناسباً تحيط به الأسواق والمدارس والجامعات والكليات، داعياً «أمانة الرياض» إعداد دراسة مسحية لهذه الأحياء العشوائية، ومن ثمَّ إزالة البيوت القديمة والمُتهدِّمة وتعويض أصحابها، وإعادة إعمارها من خلال برنامج وزارة الإسكان (أرض وقرض)، حيث ان جميع هذه الأحياء مكتملة الخدمات، وذات بنية تحتية قوية. سلوكيَّات سلبية وقال المواطن «أحمد ناصر أبو عيشة» -أحد سكان حي العود- :»يعتصرني الألم وتتملكني الحسرة كلَّما تذكرت أيامي الجميلة التي قضيتها في الحيّ على مدى (90) عاماً مضت»، مُضيفاً أنَّه أُضطر لأن يُضحي بذكريات الطفولة الجميلة التي عاشها في حيّ «العود» وانتقل بمعيَّة أسرته إلى حيٍّ آخر بعيداً عن هذا الحي، مُرجعاً ذلك للمعاناة التي وجدها نتيجة عشوائية الحيّ وعدم تنظيمه، وخوفه على أبنائه من التأثُّر بالسلوكيَّات السلبية الصادرة عن بعض قاطني الحيّ، خاصة التصرّفات التي تصدر عن بعض «العمالة»، مُطالباً الجهات المعنية بالقيام بواجباتها تجاه تطوير وتحسين هذا الحيّ، وغيره من الأحياء العشوائية التي تتوسط العاصمة «الرياض». عمالة مخالفة وأوضح المواطن «إبراهيم أحمد إبراهيم» أنَّه سكن حي «العود» منذ حوالي (40) عاماً خلت، مُضيفاً أنَّه رحل عنه قبل عِدة سنوات، مُشيراً إلى أنَّ حنينه لذكرياته الجميلة أدَّى إلى تردده على الحي وزيارته بمعدَّل مرَّة كل شهر، على الرغم من افتقاره لعوامل الجذب حالياً، وانتشار «العمالة» فيه بشكل كبير، إلى جانب ضيق ممراته التي أصبحت مأوى للعمالة المخالفة، وملاذاً للحيوانات السائبة. ضرورة قصوى وأشار المواطن «عبدالعزيز الدوسري» إلى أنَّه يسكن مع أسرته التي تتكوَّن من (16) فرداً في (4) غرف داخل بيت بُني من الطين في حيّ «العود»، مُضيفاً أنَّهم يعانون من الانقطاعات المُتكرِّرة للتيَّار الكهربائي، خاصةً في فصل «الصيف»، مُوضحاً أنَّ الأمر يزداد سوءاً عند هطول الأمطار، لافتاً إلى أنَّ العديد من قاطني الحيّ لايجولون في الحيّ بعد صلاة العشاء إلاَّ للضرورة القصوى؛ لخشيتهم من التصرُّفات السلبية الصادرة عن بعض «العمالة» خاصة المخالفين منهم لأنظمة الإقامة والعمل في «المملكة». انقطاع الكهرباء وبيَّن المواطن «إبراهيم يحيى مجرشي» أنَّ حيّ «السبالة» يُعدُّ من الأحياء القديمة في وسط المدينة، ويعاني ساكنوه نتيجة افتقاده للتنظيم والإهمال، مُضيفاً أنَّ الزائر للحيّ يشاهد بيوتاً مُهدمة، وشوارع ضيقة، وبيئة غير صحية؛ بسبب هجرة أصحاب تلك البيوت لها، وتأجيرها على عدد من «العمالة» المنتمين لجنسيات عربية وآسيوية، مُوضحاً أنَّ الزائر للحيّ يجد صعوبة كبيرة عند دخول الحيّ في ساعات متأخرة من الليل؛ نظراً لهاجس انقطاع التيَّار الكهربائي، كما أنَّه يصعب دخول السيَّارات إليه نظراً لضيق ممراته، مُشيراً إلى أنَّ بعض أقاربه يسكنون منزلاً طينيا مكونا من غرفتين وصالة ودورة مياه ومطبخ فقط بإيجار شهري مقداره (700) ريال، ومع ذلك فهم يعانون الأمرين فيه، خاصة وقت هطول الأمطار. تراكم النفايات ولفت المواطن «خالد محمد» -أحد سكَّان حي «السبالة»- إلى أنَّه يسكن الحيّ منذ حوالي ثلاث سنوات برفقة أسرته التي تتكوَّن من (8) أشخاص إضافةً إلى والده «المعاق»، مُضيفاً أنَّ لدى الأسرة هاجساً كبيراً يتمثَّل في الانقطاع المتكرِّر للتيَّار الكهربائي في فصل الصيف، مُشيراً إلى أنَّهم يعانون على الدوام من عدم اهتمام البلدية بنظافة حيِّهم بشكل خاص، والأحياء الشعبية والعشوائية بشكلٍ عام، الأمر الذي يجعلها كأنها خارج منظومة اهتمامها، مؤكداًُ على أنَّ عدم مرور سيارات البلدية الخاصَّة بالنظافة بانتظام أدَّى إلى تراكم النفايات داخل الحيّ. وذكر المُقيم «محمد زاده أكبر» -باكستاني الجنسية- أنَّ الحي الشعبي في المرسلات يقع في منطقة من أجمل أحياء مدينة «الرياض»، مُضيفاً أنَّه يسكن في جزء من الحيّ يعاني من الإهمال وعدم التنظيم، مُوضحاً أنَّ هذا الجزء من الحيَّ بحاجة ماسَّة للتنظيم والتطوير، مُشيراً إلى أنَّه على الرغم من ارتفاع قيمة الإيجار في الحيّ إلاَّ أنَّه اضطر للسكن فيه، وذلك لقُربه من مقر عمله. الجزء العشوائي من الحيّ الشعبي في المرسلات مبان مهدمة أصبحت مأوى للمخالفين بحي العود عمالة سائبة في الجزء العشوائي من حيّ المرسلات عامل يتجول في أحد شوارع حي منفوحة عماد الأحمد إبراهيم أحمد إبراهيم مجرشي