أي حديث عن موسم ناجح لنادي النصر، أو حتى موسم ترقى مخرجاته إلى درجة مقبول لا يخرج عن ثلاثة أمور، فإما تزييف للواقع على حساب الحقيقة مناكفة للمنافسين، أو تدليس مفضوح على رئيس النادي بحثاً عن الفوز برضاه، أو محاولة يائسة لامتصاص غضب الجماهير لسبب أو لآخر. أقول ذلك لأن ثمة أصوات إعلامية نصراوية خرجت في اليومين الماضيين تتحدث عن مكتسبات تحققت في الموسم المنصرم، كالحديث عن الوصول إلى النقطة 50، والفوز بوصافة كأس ولي العهد، وهذا تدليس على الجماهير النصراوية التي لا يمكن أن تنساق اليوم لهكذا تزييف للحقيقة؛ خصوصاً وقد تنبهت أن الظفر ببطولة لا يعد اليوم عملاً خارقاً، ولا هو حكر على أندية معينة، خصوصاً بعدما أسقط نادي الفتح تلك المزاعم بالظفر ببطولة الدوري وليس أي بطولة أخرى. تلك هي الحقيقة التي لا ينبغي على أي نصراوي تجاوزها؛ لكن أيضاً ما لا ينبغي تجاوزه في ذات السياق أن الفشل في مخرجات الموسم لا يعني بالضرورة أن منظومة العمل كانت فاشلة سواء الإدارية أو الفنية، صحيح أن ثمة أخطاء حدثت، وبعضها كانت أخطاء جسيمة؛ لكن الصحيح أن الإدارة عملت بجدية ومثابرة واضحتين حتى آخر رمق في الموسم؛ لكن النهاية لم تأتِ على ما تشاء، لأسباب لا يمكن تجاوزها، فتارة لأن أدوات الآخرين كانت أفضل، وتارة ثانية لأن الحظ قال كلمته في لحظات الحسم، وتارة أخرى لأن ثمة مفاجآت اعترضت الطريق ولم تكن في الحسبان. المشكلة الآن في النصر ليست في من يزورون الواقع بإظهاره على أحسن ما يكون لتثبيت دعائم الإدارة، فثمة طرف آخر يزيف الواقع أيضاً بإظهاره على أسوأ حال من أجل إسقاطها، وذلك بالحديث عن حتمية رحيل الأمير فيصل بن تركي وإدارته، باستحضار كشف حساب للفترة التي عمل فيها، وتجيير النتيجة باتجاه خانة الفشل، وهذا عمل لا يخلو من دناءة في الممارسة النقدية، لأن القفز إلى النتائج دون المرور على الوقائع لا يراد منه الحقيقة وإنما تضليل الجماهير، واللعب على عواطفهم. إن الحقيقة التي لا ينبغي على النصراويين بمختلف شرائحهم القفز عليها أن الأمير فيصل بن تركي وخلال السنوات التي تسلم فيها إدارة النادي ما بين رئيس بالتكليف ورئيس بالتزكية قد أحدث نقلة واضحة في النادي على غير صعيد. ليس على مستوى الفريق الأول بل حتى على مستوى القاعدة، ويكفي من ذلك كله استعادة الهيبة المفقودة؛ على الرغم من تحمله المسؤولية في غالب الأوقات وحيداً، وبالتالي فإن الحديث عن رحيله هو بمثابة جر النادي إلى غياهب المجهول، في ظل تنصل الغالبية من مسؤوليتهم الشرفية، ولذلك فقد بات الأمير فيصل بن تركي اليوم بمثابة رئيس الأمر الواقع وهو ما ينبغي أن يتصالح عليه النصراويون شاءوا ذلك أم أبوا!.