حذرت مدير مكتب الإشراف النسائي بمنطقة مكةالمكرمة سابقاً والمستشارة الاجتماعية نورة بنت عبدالعزيز آل الشيخ من "الإشاعة" التي أخذت تستفحل بين طبقات المجتمع وشرائحه المختلفة وعدتها ظاهرة من الظواهر الاجتماعية السلبية في ظل تهديدها لبنية أي مجتمع وتماسكه وأمنه الوطني مشيرة إلى أن التقدم الذي طرأ في حقل العلوم الإنسانية وفي عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصال ووسائل الإعلام من خلال اختلاق أو فبركة الأخبار او الأحداث او المواقف غير الحقيقية المتعلقة بأشخاص او مجتمعات او مؤسسات تحظى باهتمام الرأي العام وتقديمها للناس على أنها حقائق واقعة بدون تقديم دلائل أو براهين تثبت صحتها أو تؤكد مصداقيتها. وذكرت في دراسة اجتماعية لها أن غياب الشفافية يساعد كثيراً على تفشي الشائعات في المجتمع إضافة إلى اعتماد كثير من الناس على أخبار الإنترنت وهي مصدر غير موثوق وكذلك الاعتماد على رسائل الجوال حيث يعلم الجميع أن كثيراً من الأشخاص يكتبون في الإنترنت بأسماء مستعارة ويبثون أخبارا غير دقيقة وربما كاذبة وذلك كبالون اختبار للضغط على الجهات الحكومية ولكن حالما يتم نفي الخبر يتأكد للناس أن ما سمعوه لم يكن سوى شائعة. وشددت المستشارة الاجتماعية نورة بنت عبدالعزيز آل الشيخ في دراستها على أن هذا الأمر يتطلب جدية وحزماً وتخطيطاً منظماً ومعالجة واعية لمواجهته ويشترك في ذلك المدرسة وأنشطتها والمعلم وما يقدمه من حصص خلال اليوم الدراسي وخطيب الجامع وإمام المسجد والداعية والعالم والمفكر والكاتب والباحث كل في مجاله كما أن للإعلاميين أثراً بالغاً في هذا الأمر إذ عليهم التثبت قبل النشر وأخذ المعلومة من المتحدث الرسمي المفترض وجوده في كل جهة حكومية وعدم الاستعجال والحرص على الدقة والحقيقة دون مبالغة أو إثارة أو وضع عناوين لافتة غير دقيقة وبطبيعة الحال فإن على الجهات المعنية بالحدث سرعة التجاوب وإيضاح الحقيقة للمتلقي. وأبانت أن الإشاعة مرض خطير يتطلب الوقوف ضده بحزم ووضوح في الفكر والرأي وبداية الحرب على الشائعة تجاهلها وعدم ترويجها وبثها بل رفضها والاعتماد على المصادر الرسمية فقط مشددة على التصدي لهذه الآفة الاجتماعية الخطيرة ومواجهتها بشتى الوسائل والطرق بهدف تحقيق مناعة وطنية لتفويت الفرصة على المغرضين في إيجاد أي ثغرة في جدار المجتمع يمكن أن ينفذوا منه وتحصين الرأي العام من خطر الإشاعة. وذكرت أن من الضرورة ترسيخ مفاهيم الانتماء الوطني والغيرة الوطنية لدى أبناء المجتمع الواحد وتعميقها وتضمينها المناهج التعليمية والممارسات الوظيفية لتنمية الحس الأمني عند المواطن ضد هذا الخطر من خلال التنشئة والتربية الوطنية وغرس الولاء الوطني في نفوس الناشئة وبالتالي تنمو فيه الرغبة في أن يكون مواطناً صالحاً مفيدة أن الأمن يرتبط ارتباطاً وثيقاً وجوهريا بالممارسات التربوية فبقدر ما تنغرس القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس أفراد المجتمع بقدر ما يسود ذلك المجتمع الأمن والاطمئنان والاستقرار وتعتبر هذه الممارسات من أهم الضوابط الاجتماعية التي تحافظ على بناء المجتمع واستقراره. وأكدت أن النظام التربوي له وظيفة هامة وحيوية في إيجاد حالة من التجانس في المجتمع من خلال ما يقوم به من نقل معايير وقيم مجتمعية من جيل إلى آخر.