يتابع المجتمع السعودي بشكل كبير ما تنفذه الدولة من مشاريع وبرامج في تطوير خدمات النقل وتحديداً الخطوط الحديدية. وقد خصصت «الرياض» هذا الملحق لتسلط الضوء على أحد المشاريع العملاقة في مجال الخطوط الحديدية والذي تقوم إحدى منشآتنا الفتية على تنفيذه. الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) تنشئ حالياً شبكة للخطوط الحديدية يقترب مجموع أطوالها من 5000 كم تربط عدة مدن ومناطق في المملكة ببعضها البعض وتقدم خدماتها للنقل خلال ثلاثة خطوط رئيسة هي الركاب والبضائع والمعادن. يأتي تنفيذ الشركة لهذه الشبكة من خلال عدة مشاريع: خلال خمس سنوات من إنشائها: سار تبدأ تشغيل أول خطوطها بطول 1392 كم مشروع خط الشمال: ينطلق هذا الخط من مدينة الرياض باتجاه القريات في أقصى الحدود الشمالية للمملكة مروراً بكل من: المجمعة، والقصيم، وحائل، والجوف إضافة إلى جزء مخصص لنقل المعادن من حزم الجلاميد والبعيثة إلى مناطق المعالجة والتصدير في مدينة رأس الخير التعدينية على الخليج العربي. ويبلغ إجمالي طول هذا الخط 2400 كم مشاريع التوسعة لخط الشمال وتشمل الجزء الشرقي: يشمل هذا الجزء إنشاء شبكة من الخطوط الحديدية لخدمة عدد من المرافق الصناعية في مدينة الجبيل وربطه بالميناءين التجاري والصناعي فيها إضافة إلى وصل الشبكة بميناء الملك عبد العزيز بمدينة الدمام والشبكة الخاصة بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية. الجزء الشمالي: ويربط هذا الجزء عدة منشآت لكل من شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) وشركة التعدين العربية السعودية (معادن) بكل من مدينة وعد الشمال التعدينية وطريف إضافة إلى تنفيذ وصلة لربط مدينة عرعر. ويبلغ إجمالي أطوال مشاريع التوسعة لخط الشمال 350 كم. مشروع الجسر البري: يتجه هذ الخط الحديدي المزدوج بطول يبلغ حوالي 958 كم من العاصمة الرياض نحو محطة الركاب التابعة لمشروع قطار الحرمين بمحافظة جدة وميناء الملك عبد العزيز فيها. حيث سترتبط المدن الواقعة على الشبكة التي تنفذها سار بكل من جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة إضافة إلى مدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ. كما سيربط شرق المملكة بغربها عند اتصاله بخط الرياض -الدمام الحالي وحيث كانت أحدى أهم أولويات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله ورعاه - دعم المشاريع التي تفيد الوطن والمواطن فقد تبنى حفظه الله فكرة إنشاء الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) بغرض الاستفادة من الموارد الاقتصادية للمملكة في إيجاد بنية تحتية صلبة وداعمة لقطاع النقل إلى جانب النقل العام والنقل البحري بما يحقق دعماً لوجستياً للقطاع الصناعي الوطني ويوفر - من جهة أخرى - وسيلة نقل آمنة ومريحة لخدمات المسافرين بين عدد مناطق المملكة. وعليه فقد قام صندوق الاستثمارات العامة - الذراع الاستثماري لوزارة المالية- بتأسيس الشركة السعودية للخطوط الحديدية سار وفقاً للمرسوم الملكي رقم(م/26) وتاريخ 25/4/1427ه. يأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه المملكة نقلات عدة في مشاريع الخطوط الحديدية سواءً لربط المدن والمناطق ببعضها أو مشاريع قطارات المترو داخل المدن. وتكمن الميزة الأساسية لهذه المشاريع أنها تتم بشكل مواز، ففي حين تقوم سار بتنفيذ هذه المشاريع تواصل المؤسسة العامة للخطوط الحديدية التي تتبع لوزارة النقل تنفيذ مشاريع قطار الحرمين والمشاعر كما تسارع هيئات تطوير مدن الرياض ومكة وجدة والمدينة والدمام للبدء في تنفيذ مشاريع قطارات المترو داخل تلك المدن. وسيحقق التكامل بين تشغيل كل مشاريع الخطوط الحديدية تشجيعاً المسافرين لاستخدام القطارات في التنقل والسفر.